عن اسامة بن زيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"ما تركت بعدي فتنة اضر على النساء من الرجال"متفق عليه
وعن أبي سعيد الخدري قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الدنيا حلوة خضرة, وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا واتقوا النساء, فإنه أول فتنة بني إسرائيل كانت النساء" مسلم
وعن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب قال: ما يئس الشيطان من شيء إلا أتاه مقبل النساء, وقال *** سعيد وهو *** أربع وثمانين سنة وقد ذهبت إحدى عينيه وهو يعشو بالأخرى : ما من شيء أخوف عندي من النساء" صفة الصفوة
عن عبد الله بن أحمد بن حنبل, حدثنا إبراهيم بن الحسن الباهلي, حدثنا حماد بن زيد قال: قال يونس بن عبيد : ثلاثة احفظوهن عني : لا يدخل أحدكم على سلطان يقرأ عليه القران, ولا يخلون أحدكم مع امرأة يقرأ عليها القران, ولا يمكًن أحدكم سمعه من أصحاب الأهواء" سير أعلام النبلاء
وقال عباس الدوري : كان بعض أصح***ا يقول : كان سفيان الثوري كثيرا ما يتمثل بهذين البيتين:
تفنى اللذاذة ممن نال صفوتها من الحرام ويبقى الوزر والعار
تبقى عواقب سوء في مغبتها لا خير في لذة من بعدها النار
روضة المحبين ونزهة المشتاقين
وقال الإمام احمد : الفتوة ترك ما تهوى لما تخشى " روضة المحبين
وذكر أبو الفرج وغيره أن امرأة جميلة كانت بمكة, وكان لها زوج, فنظرت يوما إلى وجهها في المرآة فقالت لزوجها: أترى أحدا يرى هذا الوجه ولا يفتن به؟ قال :نعم, قالت: من؟ قال عبيد بن عمير, قالت فأذن لي في فلأفتننه , قال : قد أذنت لك
قال فأتته كا المستفتية , فخلا معها في ناحية من المسجد الحرام , فأسفرت عن وجه مقل فلقة القمر, فقال يا امة الله استتري , فقالت: إني قد فتنت بك, قال: إني سائلك عن شيء فإن أنت صدقتيني نظرت في أمرك, قالت : لا تسألني عن شيء إلا صدقتك.
قال: أخبريني لو أن ملك الموت أتاك ليقبض روحك أكان يسرك أن أقضي لك هذه الحاجة؟ قالت: اللهم لا . قال : صدقت.
قال : فلو دخلت قبرك وأُجلست للمساءلة, أكان يسرك أني قضيتها لك؟ قالت اللهم لا, قال صدقت.
قال : فلو أن الناس أُعطوا كتبهم ولا تدرين أتأخذين كتابك بيمينك أم بشمالك , أكان يسرك أني قضيتها لك؟ قالت اللهم لا. قال : صدقت.
قال : فلو أردت قال:ر على الصراط ولا تدرين هل تنجيم أم لا تنجين, أكان يسرك أني قضيتها لك؟ قالت اللهم لا, قال : صدقت.
قال فلو جيء بالميزان وجيء بك فلا تدرين أيخف ميزانك أم يثقل, أكان يسرك أني قضيتها لك؟ قالت: اللهم لا, قال صدقت.
قال : فلو وقفت بين يدي الله للمساءلة , أكان يسرك أني قضيتها لك؟ قالت اللهم لا, قال : صدقت.
قال اتقي الله عز وجل, فقد انعم الله عليك, وأحسن إليك, قال:فرجعت إلى زوجها, فقال كما صنعت؟ قالت: أنت بطال ونحن بطالون, فأقبلت على الصلاة والصوم والعبادة, فكان زوجها يقول: ما لي ولعبيد بن عمير أفسد علي إمراتي , كانت في كل ليلة عروسا فصيرها راهبة" روضة المحيين ونزهة المشتاقين
وقال *** القيم رحمه الله: وقد جعل الله سبحانه العين مرآة القلب, فإذا غض العبد بصره , غض القلب شهوته وإرادته, وإذا أطلق بصره أطلق القلب شهوته…….قال : وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:" إن الله كتب على *** ادم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة, فالعين تزني وزناها النظر , واللسان يزني وزناه النطق, والرَجل تزني وزناها البطش, والقلب يهوى ويتمنى, والفرج يصدق ذلك أو يكذبه"متفق عليه
فبدأ بزنا العين, لأنه أصل الزنا اليد والرجل والقلب والفرج, ونبه بزنا اللسان بالكلام على زنا الفم بالقبل, وجعل الفرج مصدقا لذلك إن حقق الفعل, أو مكذبا إن لم يحققه, وهذا الحديث من أبين الأشياء على أن العين تعصي بالنظر, و أن ذلك زناها ففيه رد على من أباح النظر مطلقا وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال" يا علي لا تُتبع النظرة النظرة, فإن لك الأولى وليست لك الثانية"أخرجه ابوداود وحسنه الألباني
وكلما تواصلت النظرات كانت كالماء يسقي الشجرة,فلا تزال شجرة الحي تنمى حتى يفسد القلب, فيخرج بصاحبه إلى الفتن, ويُوجب ارتكاب المحرمات والمحظورات, والسبب في ذلك يعود إلى أن الناظر التذَت عيناه بأول نظرة فطلبت المعاودة, ولو أنه غض بصره أولا لاستراح قلبه وسلم وتأمل قول النبي صلى الله عليه وسلم" النظرة سهم من سهام إبليس" أخرجه الحاكم
فإن السهم شأنه أن يسري في القلب فيعمل فيه عمل السم الذي يلقاه المسموم, فإن بادر واستفرغه وإلا قتله ولابد.
وقال *** القيم رحمه الله تعالى" وفي غض البصر عدَة فوائد : أحدها تخليص القلب من ألم الحسرة, فإن من أطلق نظره دامت حسرته, فأضر شيء على القلب إرسال البصر , فإنه يريد ما يشتد طلبه ولا صبر له عنه ولا وصول له إليه, وذلك غاية ألمه وعذابه, قال الأصمعي : رأيت جارية في الطواف كأنها مهاةٌ, فجعلت أنظر إليها و أملاء عيني من محاسنها فقالت : يا هذا ما شأنك ؟ قلت : وما عليك من النظر؟ فأنشئت تقول:
وكنت متى أرسلت طرفك رائدا لقلبك يوما أتعبتك المناظر
رأيت الذي لا كله أنت قادر عليه ولا أنت عن بعضه صابر