عاد فخامة الرئيس حسني مبارك من زيارته لواشنطن بعد أن قدم مشروعه لملك الملوك ولرئيس الرؤساء جورج بوش ال***، ويدور المشروع حول قيام دولة فلسطينية في العام القادم 2024 وتأجيل الحديث أو التفاوض أو التشاور في شأن اللاجئين الفلسطينيين والنازحين عن عاصمة الدولة المزعومة وسيادتها وحدودها إلي ما بعد الإعلان والاحتفال بقيامها ورفع علمها الوطني في وسط باحة مقر الأمم المتحدة في نيويورك.
في الدبلوماسية القديم منها والحديث يوجد مصطلح تعارف عليها زعماء العالم وقادته يعرف بمصطلح المجاملات الدبلوماسية . عندما قدم رئيس أكبر دولة عربية ـ مصر ـ مشروعه للقيادة الأمريكية رفض الرئيس الأمريكي وعلي الهواء أمام عدسات التلفزة العربية والعالمية دون أن يأخذ في حسابه دور مصر ومكانتها ليس في داخل حدودها الجغرافية وإنما علي امتداد الوطن العربي ولم يأخذ في اعتباره القلق السياسي والاجتماعي الذي يسود العالم العربي وخاصة مصر تجاه السياسة الأمريكية. حقا لقد ووجهت السياسة المصرية بخيبة أمل في صديقتها الولايات المتحدة الأمريكية التي منحتها الدور بدرجة 99.99% في حل مسألة الصراع العربي ـ الصهيوني في هذه الظروف اكتفي زعيم دولة الاستكبار العالمي بالطبطبة علي ظهر زعيمنا العربي أمام مشهد تلفزيوني شاهده العالم.
فماذا حدث بعد انتهاء زيارة الزعيم العربي علي المستوي الأمريكي والصهيون؟.
ـ حل مباشرة وقبل مغادرة زعيمنا مبارك رئيس وزراء الكيان الصهيوني ارييل شارون رجل السلام في العرف الأمريكي حبيب الإدارة الأمريكية والذي يعتبر زعيم الإرهاب الدولي الأول في العالم.
ـ اجتاح جيش المنظمة الصهيونية مدن وقري وأرياف ما تعارف عليه في الساحة الدولية أرض السلطة الفلسطينية حسب اتفاق أوسلو وغيرها من اتفاقيات، ومحاصرة مقر الرئيس الفلسطيني، وتدمير أجزاء كبيرة منه حتي غرفة نومه ومكتبه وهددت الحكومة الفاشية باجتياح سورية ولبنان.
ـ تم اختطاف العشرات من المدنيين العزل من أبناء الشعب الفلسطيني وأخذهم إلي معسكرات اعتقال تشبه معسكرات الاعتقال النازية والفاشية في الحرب العالمية الثانية.
ـ أعلن الرئيس بوش ال*** رفضه المطلق لتحديد تاريخ لإعلان قيام الدولة الفلسطينية حسب طلب الزعيم العربي الكبير.
ـ أعلنت واشنطن تأييدها اللامحدود ومباركتها لكل ما يفعله جيش المنظمة الصهيونية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
ـ أعلن الرئيس الأمريكي بدء الاستعدادات الأمريكية لتوجيه ضربات وقائية للعراق وفعلا قامت الطائرات البريطانية والأمريكية في الأسبوع الماضي بغارات جوية علي جنوب العراق ألحقت دمارا في الممتلكات والأرواح.
ـ أكد ديك تشيني نائب الرئيس ال*** أن الرئيس صدام حسين هو الهدف الأول لهذه الضربات الوقائية.
ـ في برو**ل وأمام مجلس حلف شمال الأطلسي أكد رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي أن بلاده لم تتراجع عن قرارها بشن الحرب ضد العراق
ـ في زيارة رامسفيلد للخليج بدا مضطرب المعنويات إذ قال في القاعدة العسكرية في الكويت وأمام جنود أمريكا إنني أشعر وأنا بينكم بالخوف، أخشي أن يكون ورائي إرهابي!! وراح دون لباقة دبلوماسية يصف دولة الكويت الشقيقة بالدجاجة الخائفة ويشبه الرئيس صدام حسين بالأسد. إنه أخطأ في الأولي لكنه أصاب في الثانية، علما بأن الأسود لا تعانق الدجاج ولا تطارده.
ـ صعدت حكومة منظمة الكيان الصهيوني تهديداتها لسورية ولبنان وقامت بقصف قري جنوب لبنان بالمدفعية الثقيلة واختراق المجال الجوي للسيادة اللبنانية من جنوبه إلي شماله مخترقة جدار الصوت فوق مدنه وقراه.
ـ لحق بذلك التهديد الصهيوني تهديد أمريكي لسورية الشقيقة أمام مجلس الأمن وخاصة فيما يتعلق بوجود بعض القيادات الوطنية الفلسطينية في دمشق وتأييد سورية لح** الله اللبناني.
ـ إبان تواجد رامسفيلد في منطقة الخليج العربي أعلن في المغرب وواشنطن عن إلقاء القبض علي مجموعة من الشباب السعودي في المغرب كانوا ينوون القيام بأعمال إستشهادية ضد بعض المصالح والقطع البحرية الأمريكية في السواحل المغربية وموريتانيا ومضيق جبل طارق.
ـ حاولت الولايات المتحدة بث بذور الخلاف بطرائق مختلفة بين اكبر دولتين عربيتين مصر والمملكة السعودية حول الشأن الفلسطيني الأمر الذي استدعي وزير خارجية المملكة للسفر إلي واشنطن مرورا بالقاهرة لإجلاء الشكوك ودحر سوء الفهم بين الأشقاء العرب.
وماذا حدث في عالمنا العربي ردا علي أفعال صهيونية وحماقة أمريكية؟
من المؤسف القول حل في عالمنا العربي صمت مطبق علي كل الصعد يشبه صمت القبور إن كان علي مستوي الرأي العام أو علي مستوي الزعامات، البعض من القادة العرب ما زال يخادع نفسه بمناشدة الولايات المتحدة الأمريكية بأن ترمي بكل ثقلها لإيقاف العدوان الصهيوني في فلسطين، وهنا الخطورة أن يساوي زعيم عربي أمام وسائل الإعلام الأجنبية والعربية بين عدوان إسرائيل المسلح بأحدث الأسلحة علي الشعب الفلسطيني ومقاومة أفراد هذا الشعب العظيم لذلك العدوان بأسلحة بدائية مثل المقلاع والنبال والبنادق قديمة الصنع لذلك العدوان.
ـ بعض الزعماء العرب نصبوا من أنفسهم وسطاء بين أمريكا وإسرائيل من ناحية والفلسطينيين من ناحية أخري بدلا من أن يكونوا شركاء في مواجهة طغيان الكيان الصهيوني وعدوانه السافر ودعم وتأييد الولايات المتحدة الأمريكية اللامحدود لذلك العدوان.
ـ لم يبادر العرب باتخاذ موقف من التهديدات المستمرة للعراق الشقيق طبقا لاتفاقهم المشرف والجماعي في قمة بيروت العربية ولم يبادر العرب أيضا بتفعيل دور المقاطعة للكيان الصهيوني التي جمدت منذ 1990 ولم تأخذهم النخوة للدفاع عن أشقائهم في فلسطين والسودان والعراق والصومال. انه بكل أسف عصر المذلة العربية وانعدام الغيرة وكبرياء القيادة.
كلمة أخيرة نؤكد أن الديك الأمريكي نافش ريشه يمشي مختالا لكنه عقيم اما الدجاج العربي فانه يلتقط حبات الدخن من بين حبات الأتربة بعناية فائقة وإذا غضب فان مناقيره قادرة علي حفر القبور.