السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحياء : سيد الجمال ونسيم الحسن
إن الحــياء فطرة ، وإن الحــياء دين ، وإن الحياء خلق يبــعث على فعل الجميل وترك القـبيح 00
ومن ثم يكون الشخــص في أحسن صورة00 وأحلى تصــرف ، وفعـال 00
ومما ورد في الحياء قوله ( الحياء لا يأتي إلا بخير )
ويقول( إن ربكم حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه أن يردهما صفرا) وفي الحديث : ( إذا لم تستح فاصنع ما شئت (
ويقول الشاعر : يعيش المرأ مااستحيا بخير * ويبقى العود ما بقي اللحاء
أنواع الحــياء ثلاثة :
الأول : الحياء من عيوب الجـسم ، والظاهر ، فتجد ذلك الانسان القصير قد لبس الكعب الـعالى وأقبل وأدبر ، ويرى أن عيبه ذهب وأنه ذلك الطويل بين الناس00
وتجد من لايرى إلا بعين واحدة ، يلبس المرآة السوداء ، فيذهب خجله وكأنه كامل العينين ، وهذا الأصلع تجده قد مد شعيرات من هنا أو هناك ، كأسنان المشط ليخفي صلعه ، وتجد من كانت غترته مم**ة من خلفها، أن قلبها ليسترها ، ومن ثم يرى أنها عادت جديدة
وهذه المرأة عندها أدواة النجارة الكاملة ، للتحسين ، والتجميل فإن كان شعرها فيه عيوباً جعلته قصة ، ليظهر بصورة أنيقة ، وإن كانت عيناها صغيرتان أدارت بالكحل بعيداً ، واسعاً ، فتصورت نفسها حوراء لا مثيل لها00
وإن كانت لاجمال فيها وضعت المساحيق الملونة لتبهر الناظرين ، وأقنعت نفسها بجمالها 00
ونحن نخفي تلك العيوب ، ولكنها لم تخفى على الناس ، فإنهم فيما بينهم لا يرون منا الحسن ، ولكن قد فصلونا تفصيلاً دقيقاً ، وأظهروا عيوبنا ، ولو كان سمعنا زاد عشرات الأمتار لسمعنا كل شيء عنا ، بل نسمع ما يزيد عن عيوبنا ، وبما ليس فينا
وكل هذه العيوب لا شك نخفيها لوجود الفطرة في حب الكمال وكراهية النقص 00
وهذه العيوب لا تضرنا في علاقتنا مع الآخرين ، ولا تنقص قدرنا 00
الــثاني : وهو الحياء من عيوب أشد وهي الطباع السيئة ، والخلق الذميم 00
وفي إ***ج تلك العيوب للناس ، والتعامل معهم بها ، سقوطنا من أعينهم 00
فهذا يدعو علينا 00، وذاك يغت***ا 00 وآخر يسخر من00، والجميع يكرهنا 00 0000
الــثالث : وهو الاستحياء من الله ، ولكن فقدانه هو العيب الأكبر ، والعار ، والنار ، وكيف تستحيي من الناس ولكن لا تستحيي من ربك الكريم المنان سبحان وتعالى 00
أليس هو يحبك ، أليس هو يستحيي منك ،أليس هو ينظر إليك ولا يغفل ، ويعطيك النعم ولم تطلبها00
أين الحياء من الله عند من لا يطرق أبواب المساجد ولا يعرفها ، إلا أن يرى مخلوقاً فيستحيي منه ، أو يخاف 00
أين الحياء من الله عند من لا يعرف القرآن ، بل إنه يحترم الصورة ، ويكرمها ، ويهين كتاب الله ، ولا يبالي ، بل لا يدري00
لماذا تجد ذلك الشاب تتقاطر من فرجه قبائح الزنا والواط ، ولو رأى قبحه لهرب إلى الموت خجلاً واستحياءً00
لماذا كثير من الشباب تسيل جوارحه بنتن وروائح التدخين ، والمخدرات ، والأغاني القبيحة ، والنظرات المسمومة 00
يا له من قبح عندما يُلْبس لباس الإيمان ، ولباس التقوى ، ولباس الفضيلة ، فيستكبر ، وينزعه ، ليلبس القبيح من كل منكر من القول ، والعمل ، ويتولى ويدبر إلى مستنقع الرذيلة والجحيم ، وعند ما يُلبس لباس العلم بالله ، فيستكبر ، وينزعه ، ويلبس لباس الجهل ، والبهيمية 00 ، وعندما يستبعد لقاء الله ، وهو منه قريب 00
أين الـحياء ممن خلقك ، كاملاً في أحسـن تقويم ، ور**ك ، و ستر عوراتك ، وحفظك ، وحرك نبـضات قلبك ، ويمدك في كل لحـظة بمداد حتى ترى ، وتسمع 00
أين الحـياء من حبيبك ، وقد أعد لك جنة عرضها السـموات والأرض ، فيها مالا عين رأت ، ولا أذن سـمعت ، ولا خطر على قلب بشر ، فيها الحور العين ، لو بدا معصمها وسوارها إلى الدنيا لأضاء ما بين السـماء والأرض ،( فكيف بنورها وجمالها ) ولملأت ما بينهما ريحا ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها 00
أين الحـياء ، وأنت ترجو أن ترى ربك ، عندما تزوره ، ولسـوف يذكرك بغدراتك في الدنيا ، فيقول لك : ألم تـعمل كذا ، ألم تعمل كذا
حري بنا معشر الشباب ، إلتفاتة لأنفسنا لنستخرجها من العــفن والوقاحة00 إلى نعيم الطـهر والنزاهة ، إلى جنة الدنيا بالتـقى ، والعلم وجنة الآخرة00
إلى حب الله ، إلى مرضــاة الله 00 إلى أن نغيض قلوب أعدائنا ليموتوا كمداً ، بصلاح شــب***ا ، واستقامتهم على منــهج الله 00
إلى أن يقال : ( يا أيتها النفس المطمئنة إرجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي)
منقول
أولاً: الحياء من الله:
وإذا خـلـوت بــريبــة فـي ظلمـــة والنفس داعية إلى الطغيان
فاستحيي من نظر الإله وقل لها إن الذي خلق الظلام يـراني
ثانيًا: الحياء من الملائكة:
وقد نبه سبحانه على هذا المعنى بقوله: (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَاماً كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ) [الانفطار:10- 12].
ثالثًا: الحياء من الناس:
"ما كرهت أن يراه الناس فلا تفعله إذا خلوت".
رابعًا: الاستحياء من النفس:
إني لأستر ما ذو العقــل ساتــــره.. … ..من حاجةٍ وأُميتُ السر كتمانًا
وحاجة دون أخرى قد سمحتُ بها.. … ..جعلتها للتي أخفيتُ عنــــوانًا
إني كأنــــي أرى مَن لا حيــــاء له.. … ..ولا أمانة وسط القـــوم عريانًا
رزقنا الله وإياكم كمال الحياء والخشية وختم لنا ولكم بخير..