تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » الحياء : سيد الجمال ونسيم الحسن

الحياء : سيد الجمال ونسيم الحسن 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحياء : سيد الجمال ونسيم الحسن

إن الحــياء فطرة ، وإن الحــياء دين ، وإن الحياء خلق يبــعث على فعل الجميل وترك القـبيح 00

ومن ثم يكون الشخــص في أحسن صورة00 وأحلى تصــرف ، وفعـال 00

ومما ورد في الحياء قوله ( الحياء لا يأتي إلا بخير )

ويقول( إن ربكم حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه أن يردهما صفرا) وفي الحديث : ( إذا لم تستح فاصنع ما شئت (

ويقول الشاعر : يعيش المرأ مااستحيا بخير * ويبقى العود ما بقي اللحاء

أنواع الحــياء ثلاثة :
الأول : الحياء من عيوب الجـسم ، والظاهر ، فتجد ذلك الانسان القصير قد لبس الكعب الـعالى وأقبل وأدبر ، ويرى أن عيبه ذهب وأنه ذلك الطويل بين الناس00

وتجد من لايرى إلا بعين واحدة ، يلبس المرآة السوداء ، فيذهب خجله وكأنه كامل العينين ، وهذا الأصلع تجده قد مد شعيرات من هنا أو هناك ، كأسنان المشط ليخفي صلعه ، وتجد من كانت غترته مم**ة من خلفها، أن قلبها ليسترها ، ومن ثم يرى أنها عادت جديدة

وهذه المرأة عندها أدواة النجارة الكاملة ، للتحسين ، والتجميل فإن كان شعرها فيه عيوباً جعلته قصة ، ليظهر بصورة أنيقة ، وإن كانت عيناها صغيرتان أدارت بالكحل بعيداً ، واسعاً ، فتصورت نفسها حوراء لا مثيل لها00

وإن كانت لاجمال فيها وضعت المساحيق الملونة لتبهر الناظرين ، وأقنعت نفسها بجمالها 00

ونحن نخفي تلك العيوب ، ولكنها لم تخفى على الناس ، فإنهم فيما بينهم لا يرون منا الحسن ، ولكن قد فصلونا تفصيلاً دقيقاً ، وأظهروا عيوبنا ، ولو كان سمعنا زاد عشرات الأمتار لسمعنا كل شيء عنا ، بل نسمع ما يزيد عن عيوبنا ، وبما ليس فينا

وكل هذه العيوب لا شك نخفيها لوجود الفطرة في حب الكمال وكراهية النقص 00

وهذه العيوب لا تضرنا في علاقتنا مع الآخرين ، ولا تنقص قدرنا 00

الــثاني : وهو الحياء من عيوب أشد وهي الطباع السيئة ، والخلق الذميم 00

وفي إ***ج تلك العيوب للناس ، والتعامل معهم بها ، سقوطنا من أعينهم 00

فهذا يدعو علينا 00، وذاك يغت***ا 00 وآخر يسخر من00، والجميع يكرهنا 00 0000

الــثالث : وهو الاستحياء من الله ، ولكن فقدانه هو العيب الأكبر ، والعار ، والنار ، وكيف تستحيي من الناس ولكن لا تستحيي من ربك الكريم المنان سبحان وتعالى 00

أليس هو يحبك ، أليس هو يستحيي منك ،أليس هو ينظر إليك ولا يغفل ، ويعطيك النعم ولم تطلبها00

أين الحياء من الله عند من لا يطرق أبواب المساجد ولا يعرفها ، إلا أن يرى مخلوقاً فيستحيي منه ، أو يخاف 00

أين الحياء من الله عند من لا يعرف القرآن ، بل إنه يحترم الصورة ، ويكرمها ، ويهين كتاب الله ، ولا يبالي ، بل لا يدري00

لماذا تجد ذلك الشاب تتقاطر من فرجه قبائح الزنا والواط ، ولو رأى قبحه لهرب إلى الموت خجلاً واستحياءً00

لماذا كثير من الشباب تسيل جوارحه بنتن وروائح التدخين ، والمخدرات ، والأغاني القبيحة ، والنظرات المسمومة 00

يا له من قبح عندما يُلْبس لباس الإيمان ، ولباس التقوى ، ولباس الفضيلة ، فيستكبر ، وينزعه ، ليلبس القبيح من كل منكر من القول ، والعمل ، ويتولى ويدبر إلى مستنقع الرذيلة والجحيم ، وعند ما يُلبس لباس العلم بالله ، فيستكبر ، وينزعه ، ويلبس لباس الجهل ، والبهيمية 00 ، وعندما يستبعد لقاء الله ، وهو منه قريب 00

أين الـحياء ممن خلقك ، كاملاً في أحسـن تقويم ، ور**ك ، و ستر عوراتك ، وحفظك ، وحرك نبـضات قلبك ، ويمدك في كل لحـظة بمداد حتى ترى ، وتسمع 00

أين الحـياء من حبيبك ، وقد أعد لك جنة عرضها السـموات والأرض ، فيها مالا عين رأت ، ولا أذن سـمعت ، ولا خطر على قلب بشر ، فيها الحور العين ، لو بدا معصمها وسوارها إلى الدنيا لأضاء ما بين السـماء والأرض ،( فكيف بنورها وجمالها ) ولملأت ما بينهما ريحا ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها 00

أين الحـياء ، وأنت ترجو أن ترى ربك ، عندما تزوره ، ولسـوف يذكرك بغدراتك في الدنيا ، فيقول لك : ألم تـعمل كذا ، ألم تعمل كذا

حري بنا معشر الشباب ، إلتفاتة لأنفسنا لنستخرجها من العــفن والوقاحة00 إلى نعيم الطـهر والنزاهة ، إلى جنة الدنيا بالتـقى ، والعلم وجنة الآخرة00

إلى حب الله ، إلى مرضــاة الله 00 إلى أن نغيض قلوب أعدائنا ليموتوا كمداً ، بصلاح شــب***ا ، واستقامتهم على منــهج الله 00

إلى أن يقال : ( يا أيتها النفس المطمئنة إرجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي)

منقول

بالإضافة إلى أنواع الحياء التي ذكرتيها ::

أولاً: الحياء من الله:

وإذا خـلـوت بــريبــة فـي ظلمـــة والنفس داعية إلى الطغيان
فاستحيي من نظر الإله وقل لها إن الذي خلق الظلام يـراني

ثانيًا: الحياء من الملائكة:

وقد نبه سبحانه على هذا المعنى بقوله: (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَاماً كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ) [الانفطار:10- 12].

ثالثًا: الحياء من الناس:

"ما كرهت أن يراه الناس فلا تفعله إذا خلوت".

رابعًا: الاستحياء من النفس:

إني لأستر ما ذو العقــل ساتــــره.. … ..من حاجةٍ وأُميتُ السر كتمانًا
وحاجة دون أخرى قد سمحتُ بها.. … ..جعلتها للتي أخفيتُ عنــــوانًا
إني كأنــــي أرى مَن لا حيــــاء له.. … ..ولا أمانة وسط القـــوم عريانًا

رزقنا الله وإياكم كمال الحياء والخشية وختم لنا ولكم بخير..

الحنين بارك فيك وجزاك الله خير وشكراً لك على مرورك الكريم والاضافة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.