في النوم تتعطل وظائف الحس اجمالا يتوقف البصر أولا باغماض الجفون ،حتي ولو لم تغمض الجفون – كما عند بعض الناس –فان الرؤية تكون مفقودة ،كذلك الموت و النوم وفاة … الحاسة التي تبقي خلال النوم هي السمع،وقد حدد العلماء والباحثون استمرار السمع خلال النوم بمقدار الثلثين علي تفاوت بين الناس في السمع .
فما أجمل الاعجاز في كتاب الله حين يقول :
" ومن آياته منامكم بالليل والنهار وابتغاؤكم من فضله ان في ذلك لايات لقوم يسمعون " .
فجمع بين النوم و السمع في سياق واحد ،كما قال في سورة الكهف "فضربنا علي آذانهم في الكهف سنين عددا "
"ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا " …
– وتحقيقا لاستقرار النوم وعدم اضطرابه عندهم أوقف الله تعالي عنهم السمع "تحسبهم أيقاظا وهم رقود "
إثبات عذاب القبر ونعيمه أثناء النوم
-هل تأملت نائمين متجاورين ودار بخلدك أن أحدهما ربما ينعم بالرؤى الصالحة ويود ألا يستيقظ الدهر كله مما يجد من لذة، والآخر يجاوره في شقاء يعذب بالأحلام الشيطانيه المزعجه يود لو لم يتم ، ثم ساءلت نفسك: هل يعلم هذاعن مجاوره ؟ أو ذاك عن هذا ؟ أو انت تعلم عما يدور بذهنهما ؟؟؟ ألم يدر بخلدك ، وانت تستعرض هذا في ذهنك ان تنتقل من هذه الصورة مباشرة الي المقابر فتتخيل الموتي صفوفا بجانب بعضهم …هذا ينعم وذاك يعذب ؟! " ان في ذلك لذكري لمن كان له قلب أو ألقي السمع " ق 37 .
من غرائب النوم
هل تأملت قيام النائم من فراشه وتجوله في الدار ثم عورته الي الفراش وهو ما يزال في نومه .
يذكر صاحب كتاب "النوم والارق" أن شخصا نهض من فراشه نائما وخرج من النافذة ومشي علي حافة العمارة من الخارج ، وتجمع الناس في الشارع يحبسون انفسهم خشية وقوعه ، وظل يمشي علي حافة العمارة مغمض العينين حتي دار حول العمارة ثم عاد الي النافذة ودخل منها ليعود الي سريره فيواصل نومه ، ولما استيقظ لم يذكر شيئا مما حدث له .
لقد كان يتحرك وهو نائم بل يمشي علي ارتفاعات شاهقة مغمض العينين – لو كان في صحوة ما استطاع ذلك – ثم يعود الي فراشه !! من الذي قاد خطــاه ؟!
ان في هذا لدلالة قاطعة علي وحدانية الله الواحد القهار فانما نفوس العباد بيده ،في الحياة والموت ،والنوم والانتباه ،هو الاله المتصرف فيهم جميعا ،فلا يسوغ لهم أن يتجهوا الي غيره في أي حال من احوالهم (أاله مع الله قليلا ما تذكرون)
– آيات باهرات لا حد لها ولا عد ، كلها حق وصدق تستحق الذكر والشكر باللسان والجنان والاركان … و قليل من العباد الشكور ؟
عجائب خلق الله في السماء
تأمل السماء ،ثم ارجع البصر اليها اخري وانظر فيها وفي كواكبها ورانها وطلوعها وغروبها واختلاف ألوانها وكثرتها وقمرها ، وشمسها :واختلافها باختلاف مشارقها ومغاربها ،حركتها من غير فتور ولا تغير في سيرها تجري في منازل قد رتبت لها بحسلب مقدر لا يزيد ولا ينقص الي ان يطويها فاطرها .
تأمل تجد أنه من كوكب الا ولله في خلقه حكمة في مقداره …في شكله في لونه في موضعه في السماء في قربه من وسطها وبعده في قربه من الكواكب التي تليه وبعده علي صفحة سموات ترونها أمسكت علي عظمها وعظم ما فيها فثبتت بلا علائق من فوقها ولا عمد من تحتها .
((خلق السموات بغير عمد ترونها ))
((ويمسك السماء أن تقع علي الارض الا باذنه ))
والانسان العاقل أمام بديع صنع الله يتوقف طويلا أمام أصغر جسم في السماء و أعظم جسم فيها ،يتأمل في بديع صنع الله عزوجل في سمواته ،فتبرز له أدلة الايمان بعظمة الخالق في ملكوته ،فلا يملك الا أن تخشع جوارحه ،وتخضع ،وتذل،وتستجيب،فتقدر اله حق قدرهوتفرده بالعبادة وحده لا شريك له.
((تبارك الذي بيده الملك وهو علي كل شئ قدير)).
علماء الفلك والاكتشافات الحديثـــة
نظر أحد علماء الفلك الكفار الي السماء من خلال منظار بناه بنفسه،فلما رأي ما أذهله في هذا الكون قال:
((ان الانسانية لم تنته بعد من سبر أغوار الكون ،ولم تعرف من الكون الا مقدار ما نعرفه من نقطة ماء في محيط عظيم)).
فهل آمن وصدق بالله عزوجل ،مع كل هذا ؟
لا،وصدق الله (( يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون)) الروم(7)
ان وضع الاجرام السماوية ليس مجرد مصادفة وعشوائية بل هي موضوعة في الفضاء بدقة واتقان ، اذ أن القمر لو اقترب من الارض بمقدار ربع المسافة التي تفصلنا عنه لأغرق مد البحر الارض كلها .
وما هي علاقة القمر بالبحر؟
الله عزوجل يعلمها وهو القائل ((سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتي يتبين لهم أنه الحق)) فصلت53
ولا يزال علماء الفلك يكتشفون من خلال تجاربهم و مراصدهم ومناظيرهم كل يوم ما يدهش العقول في هذا الكون الفسيح –حتي قال مكتشف الجاذبية –معبرا عن اكتشافه وضآلة ما اكتشفه بجانب ذلك الخلق العظيم.
ويقول أحد علماء الفلك وهو يهودي :-
أريد أن أعرف كيف خلق الله الكون ،أريد أن أعرف أفكاره ،الله بارع،ليس بشرير ،الله لا يلعب بالنرد مع الكون …فتعالي الله ،وجل الله ((ويريكم آياته فأي آيات الله تنكرون)) غافر81
-كيف لو اطلع علي ما جاء في القرآن لربما كان من المؤمنين حقا … نعم الله لا يلعب مع الكون عز وجل وتبارك وتعالي وتقدس، هو القائل : (( وما خلقنا السماء والارض وما بينهما لاعبين (16)لو أردنا أن نتخذ لهوا ما أتخذناه من لدنا ان كنا فاعلين(17) بل نقذف الحق علي الباطل فيدمغه فاذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون)) الانبياء( 16-17-18 )
ما الارض بالنسبة للكون الا كحبة رمل في صحراء الربع الخالي ،تسير في مسار حول الشمس دون أن تصطدم بها ملايين النجوم والكواكب المنتشرة في الكون .
وقفة مع النفس
أما لو علمنا ذلك يقينا لاعترانا رهبة وخشوع يقود ال يامتثال أمر الله في غاية حب وذل وعندها نزكو و نفلح يوم يفلح من نفسه زكاها.
-ان السماء وتناثر الكواكب فيها لهم اجمل مشهد تقع عليه العين ،ولا تمل طول النظر اليها ولهذا – أخي المسلم-فاني أدعوك الي أن تطلع علي شئ من علم الفلك ، ثم ادخل بنفسك –بضع دقائق-في ليل صفا أديمه وغاب قمره ثم تأمل عالم النجوم ،واعلم ان ماتراه ما هو الا جزء يسير من مائة مليار مجموعة قد عرفت ،وكثير منها لم يعرف، كل منها في مسار معين لا يختلط بغيره.
وانت تتأمل انقل تفكيرك الي ما بثه الله في السموات من ملائكة لا يحصيهم الا هو سبحانه فما من موضع اربع اصابع الا وملك قائم لله راكع أو ساجد يطوف منهم بالبيت المعمور في السماء السابعة كل يوم سبعون ألف لا يعودون اليه الي قيام الساعة ((أطت السماء وحق لها أن تئط)).
ثم أنقل نفسك أخري وتجاوز تفكيرك الي بصيرة يسير بها قلبك الي عرش الرحمن وقد علمت بالنقل سعته وعظمته ورفعته ، عندما ستعلم أن السموات بملائكتها ونجومها ومجراتها و مجموعاتها والارضين ببحارها وجبالها وما بينها بالنسبة للعرش كحلقة ملقاة بأرض فلاه، فلا اله الا الله وحده لا شريك ،له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو علي كل شئ قدير .
ان الملائكة قد حفت من حول العرش يسبحون ويحمدون ويقدسون ويكبرون والامر يتنازل من الله عزوجل بتدبير الممالك التي لا يعلمها الا هو يتنزل الامر من عنسبحانه لا باحياء قوم واماتة آخرين واعزاز قوم واذلال قوم وانشاء ملك وسلب ملك وتحويل نعم وقضاء حاجات ……
ذلكم الله ربكم لا اله الا هو وتبارك الله رب العالمين عندما حق للقلوب والجوارح ان تسجد مطرقة لهينبته عانية لعزته ، سجدة لا يرفع الرأس منها الي يوم المزيد …يلهج صاحبها مرددا : " ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك وقنا عذاب النار " …
له بقية ان شاء الله
لو قلت عن موضوعك رائع فإنني حتماً لن أوفيه حقة . .
سلمت يداك التي كتبته . . وتسلمين على حسن الإختيار . .
فبهذه المواضيع القيمة يرتقي المنتدى إلى العلا . .
وأتمنى تواصلك الدائم والإختيار السليم . .
نفعك الله بما خطت يداك وبارك الله بك وبأمثالك . .
من خلال قراءتي لموضوعك عن النوم وبالرغم من أنني عميت من ضغرالخط . . إلا أنني واصلت قراءته للآخر . .
تذكرت صغيرتي . .التي تنهض من فراشها وتتمشى بين الغرف وكلامها وسوالفها وهي نائمة . .سبحان الله . . بس تدرين فضيحة اللي يتكلم وهو نائم يذكر كل ما حصل معه نهاراً وكأنه كتاب مفتوح . .
هي صغيرة الحين الله يستر لما تكبر . .
لكن ألا أجد لديك حلاً لعلاج هذه الظاهرة . . .
مرة أخرى أشكرك غاليتي ووفقك الله دوماً … ونفعك بما علمك ..
تحياتي الخالصة لك
أختك زهرة الكرز . .
ونحن بانتظار البقية…
…وأريد أنسخه…للامانه بس اخبرج.. 😉
وجزاج الله خيرا.
نحن بانتظار المزيد من المشاركات المتميزة منج.