أجرت محطة الجزيرة حوارا مع شاعر فلسطين المبدع سميح القاسم, وجري الحوار وسط أزمة احتجاز الرئيس عرفات وقتل شباب الفلسطينيين وممارسة السلوك النازي الإرهابي مع العرب, باختصار كان المناخ ملبدا بغيوم فاجعة ستمطر بعد قليل مطرها من النار والرصاص .. ومضي البرنامج هادئا علي غير العادة.. وكان المطلوب من سميح القاسم أن يحلل الموقف, وكانت هناك تعليقات ومداخلات يقدمها مشاهدون يتابعون البرنامج ويشتركون في الحوار مع ضيفه.. وكان تعليق سميح القاسم علي هذه المداخلات جميلا للغاية.. وهناك عبارة قالها سميح القاسم اثناء تحليله للموقف وهي عبارة نحب أن نتوقف عندها
قال ـ إن فلسطين هي ثور العروبة الأبيض, وكان يشير بذلك إلي حكاية قديمة تقول نهايتها لقد أكلنا حين أكل الثور الأبيض بضم الألف
وتفصيل الحكاية أن ثلاثة يثران كانت تريد أن تعبر غابة كثيفة من الشجر, وكان أحد الثيران أبيض والثاني أحمر والثالث أسود, ولقي هذه الثيران الثلاثة أسد جائع وعرض الأسد أن يكون دليلهم في عبور الغابة, وقال الأسد للثور الأسود والأحمر أن الثور الأبيض سيلفت النظر الينا في الغابة ويعرضنا للحيوانات المفترسة, والأفضل أن آكله لنضمن السلامة, ووافق الثوران واكل الأسد الثور الأبيض, واثناء عبور الغابة قال الأسد للثور الأسود أن الثور الأحمر سيلفت الينا انتباه وحوش الغابة, ومن السلامة أكله, ووافق الثور الأسود فأكل الأسد الثور الأحمر, وفي نهاية الغابة مال الأسد علي الثور الأسود وقال له ـ أنت تلفت انتباه وحوش الغابة والأفضل أن التهمك.. وهنا قال الثور الأسود ـ لقد أكلنا يوم أكل الثور الأبيض.. يريد سميح القاسم أن يقول إن فلسطين هي ثورالعروبة الأبيض, والتهامها يعني أنهم في الطريق لالتهام بقية الثيران أوبقية العواصم العربية.