مهما بحثنا عن دواء يشفي من هواجس النفس وتباريح الحياة.. فلن نجد أعظم من دواء موصوف في كتاب الله في آية كريمة تقول: ومن يتق الله يجعل له مخرجا .
نقرأ الآية مرات ومرات فتنزاح عن كواهلنا الأحمال والأثقال وتنفتح امامنا ابواب الأمل ونوافذ الرجاء.. فإذا الدنيا حديقة تظللها شجرة وارفة عالية اسمها التقوي.
وقد يقطع الانسان رحلة مضنية من الشك تحتار فيها النفس وتتعذب وتلقي من صنوف الشقاء ما تلقي وتجد من اشكال الظلم أو عدم الوفاء ماتجد ،فإذا تلك الآية الكريمة،تضيء بأنوارها جوانب النفس ،فتملؤها بالرضا والسعادة والأمن والطمأنينة.
وقد تتلاشي بوادر الخير في ظروف كثيرة فيصاب بعضنا باليأس وينقطع عند بعضنا حبل الرجاء.. فإذا ذكرت تلك الآية الكريمة زالت غيوم اليأس وهطلت سحائب الرجاء.. فاذا الخير موجود بين الناس ولكن أكثر الناس لايعلمون.
ونجرب ونتعلم وتمر بنا حالات من عدم الرضا فإذا صوت من الأعماق يهتف بنا.. لاتيأ سوا من الخير،فالله قادر علي بعث روح التفاؤل في كل يائس ،مهما طال الأمد، والله يكافيء الصابرين المؤمنين كلما ثبتوا علي التقوي لأن التقوي تفتح للصابرين المتقين،ابواب الأمل والرجاء.. وشتان بين هذه المعاني السامية التي تفيض من ثنايا الآية الكريمة،وبين مايصوره لنا عدد من المفكرين والادباء في اعمالهم الأدبية فاليأس عند بعضهم طريق حتمي للانسان والحياة عبث لاطائل من ورائها .. حتي ان اديبا مثل توماس هاردي جعل قراءه يعتقدون بأن الحياة سلسلة من اعمال الغدر لاتنتهي حتي بعد الموت وقدم لناقصة مشهورة لسيدة عاشت حياتها قانطة يائسة.. ولم تكن تؤمن بوجود الخير عند الناس فاقتنت ***ا رافقها طيلة حياتها وعندما ماتت شعرت ان ***ها جاء يزورها يوما..ولكن توماس هاردي يتمادي في تصوير الشر وعدم الوفاء عندما يصف ال*** بأنه لم يجيء وفاء لذكري سيدته بل جاء يدفن في قبرها عظمة يدخرها للحاجة فتعود السيدة لليأس والقنوط حتي وهي ميتة..
لكن هل يتلاشي الأمل علي أقدام الشر المطبق؟
هل تنعدم مصادر الخير ومنابع الأمل؟
ابدا فالتقوي منبع للرجاء لاتنتهي روافده والخير موجود في كل مكان.. انه في النفوس الطيبة والدنيا مزرعة الخير وبحيرة الأمل والرجاء.
وقد تعلو شجيرات العوسج واشواك الصبار.. ولكن شجرة الخير تظلل اهل الخير والطيبين من الناس.
ومهما ضاقت السبل بالصاعدين الي دروب الخير فلابد ان تمتد اليهم يد حانية تعمل بإلهام من الله،لإعادة الثقة الي نفوسهم.
لاقنوط ولايأس عند الانسان المؤمن.. بل أمل يملأ أرجاء النفوس وخير يرن في مسارب الرجاء.. وستبقي الآية الكريمة عنوانا للرجاء.
ومن يتق الله يجعل له مخرجا
بارك الله فيك أختى الفاضله بنت قطر
<>
<>
<>
<>
<>
<>
<>
<>
<>