تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » التراجع عن المعصية مع القدرة عليها

التراجع عن المعصية مع القدرة عليها

  • بواسطة
أورد *** الجوزي في كتابه ( المواعظ والمجالس ) قصةً عن بعض الصالحين أنه قال :
دخلت إلى مصر فوجدت حداداً يخرج الحديد بيده ، ويقلبه على السندال
ولا يجد لذلك ألماً .
فقلت في نفسي : هذا عبدٌ صالحٌ ، لاتعدو عليه النار .
فدنوت منه ، وسلمت عليه ، فرد علي السلام .
فقلت له : يا سيدي بالذي منَّ عليك بهذه الكرامة إلا ما دعوت لي .
فبكى هذا الحداد وقال : والله يا أخي ما أنا كما ظننت .
فقلت له : يا أخي ، إن هذا الذي تفعله لا يقدر عليه إلا الصالحون ؟!
فقال : إن لهذا الأمر حدثاً عجيباً .
فقلت له : إن رأيت أن تعرفني به فافعل .
قال : نعم ، كنت يوماً من الأيام جالساً في هذا الدكان
وكنت كثير التخليط .
فوقفت علي امرأة لم أرى قط أحسن منها وجهاً .
فقالت : يا أخي ، هل عندك شيءٌ لله .
فلما نظرت إليها فتنت بها .
وقلت لها : هل لك أن تمضي معي إلى البيت وادفع لك ما يكفيك .
فنظرت إلي زماناً طويلاً ، فذهبت وغابت عني طويلاً
ثم رجعت وقالت : يا أخي ، لقد أحوجتني الضرورة إلى ما ذكرت .
قال : فقفلت الدكان ، ومضيت بها إلى البيت .
فقالت لي : يا هذا إن لي أطفالاً ، وقد تركتهم على فاقة شديدة .
فإن رأيت أن تعطيني شيئاً أذهب به إليهم وأرجع إليك فافعل .
قال : فأخذت عليها العهود والمواثيق ، ودفعت لها بعضاً من الدراهم
فمضت وغابت ساعة ثم رجعت .
فدخلت بها إلى البيت ، وأغلقت الباب .
فقالت : لم فعلت هذا ؟
فقلت لها : خوفاً من الناس .
فقالت : ولم لا تخاف من رب الناس .
فقلت لها : إنه غفورٌ رحيم .
ثم تقدمت إليها فوجدتها تضطرب كما تضطرب السعفة
في يوم ريح عاصف ، ودموعها تنحدر على خديها .
فقلت لها : مم اضطرابك وبكاؤك .
فقالت : خوفاً من الله عزوجل .
ثم قالت لي : يا هذا إن تركتني لله ، ضمنت لك أن لا يعذبك
بالنار ، لا في الدنيا ولا في الآخرة .
قال : فقمت وأعطيتها جميع ما كان عندي .
وقلت لها : يا هذه قد تركتك خوفاً من الله عزوجل .
قال : فلما فارقتني غلبتني عيني فنمت
فرأيت امرأة لم أرى قط أحسن منها وجهاً
وعلى رأسها تاج من الياقوت الأحمر .
فقالت لي : جزاك لله عنا خيراً .
قلت لها : ومن أنت ؟
قالت : أنا أم الصبية التي أتتك ، وتركتها خوفاً من الله عزوجل
لا أحرقك الله بالنار في الدنيا ولا في الآخرة .
فقلت لها : عرفيني بها ، ومن أي نسل هي يرحمك الله ؟
فقالت : هي من نسل رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فتذكرت قول الله عزوجل : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس
أهل البيت ويطهركم تطهيراً ) .
ثم أفقت من منامي ، ومن ذلك الوقت لم تعدو علي النار
و أرجو أن لا تعدو علي في الآخرة .

سبحان الله العظيم عندما تستشعر النفس الخوف الحقيقي من الله هناك يكمن الرادع تتوقف عنده كل الحواس إعظاماً وإجلالاً .
لو قارنا ما يحدث في مجتمعاتنا اليوم من انعدام الخوف من الله سبحانه ومراقبته في السر والعلن لوجدنا العجب العجاب سواءً من الرجال أو من النساء .. ؟
وعلى ماذا يدل هذا على ضعف الإيمان وربما عدم وجوده بالكلية ..
هنا تذكرت حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما إنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( يأتي على الناس زمانٌ يحجون ويصلون ويصومون ما فيهم مؤمن ) .

توقفت مع هذا الحديث وأخذت أقارن وسألت الله تعالى أن لا نكون وصلنا إلى هذه المرحلة وهي مرحلة خطيرة وما بعدها إلا فتنٌ كقطع الليل المظلم ولعلنا نعايش شيءً أو أشياء من هذا القبيل ………؟؟؟
… اللهم أر**نا قلوباً خاشعة تؤمن بك حق الإيمان وتخافك وتراقبك في السر والعلن …
…………………………………

EMAIL : soh210el@hotmail.com

السلام عليكم

يا أخي الكريم:

بارك الله فيك،،

لقد تلطخنا يا أخي بوحل الذنوب والمعاصي،،

فقدنا لذة الطاعة والإيمان ولا حول ولا قوة إلا بالله،،

بنينا دنيانا على أمتلاك القصور والمنافسة فيها ونسينا أن نتنافس من أجل الآخرة،،

اللهم غفرانك،،

تبنا إلى الله ورجعنا إلى الله،،،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سبحان الله

أخي الحسام وبارك الله فيك
ما ذكرت هو الحاصل الآن … ولكن …
نحن نملك مفاتيح التغيير .. ولكننا عاجزون عن إستخدامها ؟
أتدري لماذا ؟
لأننا جلهنا أو تجاهلنا كيفية إستخدامها … والله المستعان ؟؟؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.