و يمضي الصحفي داود الشريان في صحيفة الحياة قائلا :
إن فشل الحرب الإعلامية الذي يتحدث عنه بعض الأميركيين لا يرجع إلي تدني مهنية الإعلام الأميركي وتفوقها عند الآخرين، وإنما يعود إلي افتقار الإعلام الأميركي إلي عنصرين أساسيين في هذه الحرب، ندرة المعلومات من أرض المعركة لعدم تمكن الوسائل الأميركية من الدخول الي الأراضي الأفغانية، وغياب رؤية واضحة لهذه الحرب منذ البداية، بسبب تناقض تصريحات الإدارة وتغيرها من وقت إلي آخر، إلي درجة أن بعضهم وصف الحرب الراهنة بحرب زلات اللسان .
إن وفرة المعلومات ووضوح الهدف في حرب تحرير الكويت جعلا الإعلام الأميركي يسيطر علي العالم، إلي درجة أن قادة قوات التحالف كانوا يأخذون بعض تفاصيل المعركة الميدانية من محطة الـ سي. إن. إن. ، ولذلك فمن غير المؤكد أن تتغير موازين الحرب الإعلامية الراهنة لمصلحة الإعلام الأميركي، لأن الأسباب التي أوردته الفشل لا تزال باقية، فضلاً عن أن خروج الإعلام من المعركة حتي الآن سيجعل من الصعب عليه احتلال موقع مؤثر حتي لو تغيرت ظروف الرؤية والمعلومات.
لا شك في أن الفشل الإعلامي الذي يجري الحديث عنه في الأروقة الأميركية يؤكد حقيقة طالما حاول الإعلام العربي القفز فوقها وتجاهلها، وهي أن الإعلام مهما كان قوياً ومنتشراً فإنه غير قادر علي التأثير والنجاح إذا افتقد إلي خدمة تقديم معلومات صحيحة، أو تصدي لترويج أفكار وقضايا غير عادلة أو غير موضوعية أو غير واضحة. والإعلام الأميركي علي رغم ضخامة عجلته وارتفاع مستوي مهنية العاملين فيه صار أضعف تأثيراً من عبدالسلام ضعيف، لأنه لا يملك معلومات من داخل أفغانستان وغير قادر علي إقناع الناس بجدوي استمرار الحرب العسكرية.
مفكرة الاسلام