لقد ربط الكثير من المفكرين والعلماء في المجالات المختلفة بين الشباب واستمرار الحياة في اتجاهها الصحيح، ولا يختلف اثنان على ان نشوء الشباب وتعلمهم في بيئة صحيحة وسليمة يعني ضمان المستقبل لاي دولة او مجتمع او كيان، وعلى اساس هذه المعادلة يسعى الاعداء الى الحاق الضرر بالشعوب الاسلامية من خلال استهداف هذه الشريحة واستدراجها الى مكامن الخطر الذي يشغلها عن اهدافها الحقيقية في خدمة الانسانية وقيمها السامية التي حددها الاسلام.
في هذه الزاوية نشير الى بعض المخاطر التي تحيط بالشباب:
المخدر
السيدة الهام إمرأة شابة رفضت الزواج بعد عام من وفاة زوجها في حادث سير مفاجىء، ورغم تقدم الكثير لطلب يدها، أصرت على التمسك بموقفها لتحتضن ولدها الوحيد احمد الذي غدا كل املها في هذه الدنيا بما يراودها من افكار جميلة ترتسم في مخيلتها، وهي ترى مستقبله الباهر، ربما يكون طبيب حاذق، او مهندس بارع، او محام مشهور نظراً لما كان يتمتع به من ذكاء خارق.
كانت كلها امل باجتياز احمد مرحلة الثانوية بتفوق كبير وانهاء دراسته الجامعية في تخصص طبي أو هندسي.. عندها تحط الرحال وترتاح من عناء الوظيفة وتستظل بظله الوارف وتفخر بجهادها في تربيته وتنشأته.
الام المكافحة بدأت تشعر بأن وحيدها وهو على ابواب اتمام دراسته الثانوية، خائر القوى، مسلوب الارادة، لا يستطيع ان يفعل ما يقرر. إنه على غير عادته.. اصبح كثير التدخين انطوائياً يهرب منها، وكان يهرب من مصارحتها بالحقيقة، سعت جاهدة لاكتشاف الأمر بنفسها.. ونجحت بالفعل.. اصيبت بخيبة امل كبيرة وهي تكتشف بان عزيزها الوحيد استدرج من قبل اصدقاء السوء الى فخ مروّع.. يتناول اقراص المخدرات.. ويدخن السكائر المحشوة بالحشيش.. وهو في واد وكتبه المنهجية التي طالما واضب على قراءتها في واد.
اغرورقت عيناها بالدموع وهي تصارع الافكار وتقدر هول الكارثة التي ضربت احلامها بالصميم،.. ياليت الارض تنفطر لتبتلعني دون أن أرى هذا المشهد المؤلم.. ياليت القدر اختطف منها عزيزها كما اختطف منها والده كي لا ترى هذه المأساة المحزنة.
نعم.. هذه هي المخدرات التي أصبحت واحدة من اسلحة الموت.. تقتل الشباب وتمنعه من دوره الريادي في المجتمعات الاسلامية خاصة بالرغم من الجهود الكبيرة التي تقوم بها العديد من الدول الاسلامية للتصدي لهذه الظاهرة التي تقف وراءها على ما يبدو جيوش المافيا وعصابات ارهابية كبيرة محترفة، وهي تضع في حساباتها جني الاموال الطائلة وتدمير الشعوب الاسلامية.
إن جر الشباب الى الادمان على المخدرات باساليب واشكال متنوعة تبدأ باشكال التكريم والعطايا المجانية ومحاولات اشاعة البهجة والسرور على المحافل واللقاءات الشبابية أو حثهم وتقديم النصح اليهم للخروج من مشاكلهم الشخصية أو العاطفية عبر هذه الوسيلة القذرة ما يعد هروباً من الواقع الذي نعيش فيه باستخدام اساليب لا تعالج هذا الواقع بل تزيد الطين بلّة.
لقد اصبح بعض شب***ا ضحية هذه المؤامرة المتعددة الاهداف والدوافع.. وان انقاذهم يتطلب مبادرات شبابية وتحرك اجتماعي باتجاه اقرانهم الذين يعانون من هذا الامر المحزن للاخذ بيدهم نحو الأمان.
احمد
الهنوف 🙁
وجزاك الله خير
والله الموفق
احمد