بعد أيام على تسريب اسرائيل معلومات عن نيتها توجيه ضربة نووية الى العراق تزيله من الوجود إذا ما تعرّضت لهجوم عراقي، كشفت صحيفة <<هارتس>> نقلا عن نشرة اميركية متخصصة قولها إن المقاتلات <<اف -61 >> وهي عماد سلاح الجو الاسرائيلي ستستخدم على الارجح لحمل الرؤوس النووية.
ونسبت <<هارتس>> الى نشرة <<نوكليير نوت بوك>> الاميركية المتخصصة التي ستصدر في ايلول المقبل ضمن النشرة العلمية <<بوليتان أوف ذي اتوميك ساينتيست>> قولها ان طائرات اف -61 تشكل عماد الطيران الحربي الاسرائيلي وهي مرشحة ل<<تحمل على الارجح اسلحة نووية اسرائيلية>>.
ونقلت <<هارتس>> عن المقالة الاميركية التي خصصت للاسلحة النووية الاسرائيلية قولها <<من المتعارف عليه بين الاصدقاء والخصوم على حد سواء ان اسرائيل دولة نووية منذ عقود>> واشارت الى ان <<السياسة الاسرائيلية المعلنة >> تنص على ان <<اسرائيل لن تكون الدولة الاولى التي تدخل الاسلحة النووية الى الشرق الاوسط>>.
ويقول التقرير إن البنتاغون (وزارة الدفاع الاميركية) حذف اسم اسرائيل في العام 2001 من تقديرات منشورة حول الانتشار النووي، لكن تقريراً للقيادة الاستراتيجية الجوية الاميركية في العام 1991 <<يدرج اسرائيل والهند وبا**تان كدول امر واقع نووية>>.
واشار تقرير العام 1991 الى ان اسرائيل كانت تمتلك في ذلك الوقت ما بين 75 الى مئتي رأس نووي بما في ذلك قنابل وصواريخ تحمل رؤوسا حربية، وبعض الاسلحة النووية التكتيكية غير الاستراتيجية. وقالت <<هارتس>> ان التقرير الاميركي أُعد من قبل الخبراء روبرت نوريس ووليام اركين وهانس كريستينسن وجوشوا هاندلر.
وذكرت المقالة ان عددا ضئيلا من الطيارين الاسرائيليين مدربون على توجيه ضربات نووية انطلاقاً من قاعدة او قواعد عدة في اسرائيل. واشارت النشرة الى قاعدة تل نوف القريبة من تل ابيب كواحدة من القواعد المجهزة لتحميل الطائرات بأسلحة نووية وقالت إن الأسراب المرشحة لحمل مثل هذه الاسلحة واستخدامها هي الاسراب 111 و115 و116 في القاعدة الجوية نيفاتيم في جنوبي شرقي بئر السبع، والسربان 140 و253 في قاعدة رامون الجوية في صحراء النقب.
كما اشار التقرير الى الاسراب 109 و110 و117 وفي رامات دافيد، والاسراب 101
و105 و144 في حازور.
اضافت النشرة انه تمّ تسليم 25 طائرة اف-51 ثاندر في العام 1998 الى سلاح الجو الاسرائيلي وهي قادرة على نقل 5،4 طن من الوقود و11 طنا من الذخيرة في شعاع عمل يبلغ 4450 كيلومتراً.
واشارت الى انه في الولايات المتحدة تخصص طائرات ال <<اف 15>> من طراز <<ايغل>> للمهام النووية، لكن النشرة قالت انه ليس بوسعها تأكيد ما اذا كانت اسرائيل قامت بتكييف طائراتها من طراز <<اف 15>> كي تصبح قادرة على نقل اسلحة نووية.
وذكرت النشرة ان اسرائيل تملك قدرات صاروخية لحمل رؤوس نووية، وأشارت الى الصاروخ البالستي اريحا الذي طور بمساعدة فرنسية والقادر على نقل شحنة من 750 كيلوغراما على مسافة 235 الى 500 كيلومتر مع هامش خطأ يبلغ كيلومترا واحدا. ويمكن لصواريخ <<اريحا>> التي تم اختبارها في الثمانينات ان تغطي 1450 كيلومترا ، وقد خزنت اسرائيل في 1997، 50 صاروخاً من هذا النوع في قاعدة زخريا على بعد 45 كيلومترا جنوبي شرقي تل ابيب حيث وضعت في كهوف.
واشارت النشرة الى ان القمر الصناعي الاسرائيلي افق 5 الذي يزن 300 كيلوغرام اطلق بواسطة صاروخ <<شافيت>> الذي يبلغ مداه نحو سبعة آلاف كيلومتر طبقاً لوزن الشحنة التي ينقلها.
واشارت النشرة المتخصصة ايضاً الى ثلاث غواصات اسرائيلية من نوع <<دولفين>> هي : دولفين وتيكوماه وليفياتان قادرة كلها على اطلاق صواريخ بالستية.
وجاء نشر <<هآرتس>> لهذه المعلومات بعد ايام على تأكيد اسرائيل تصميمها على الرد على اي هجوم عراقي محتمل بالاسلحة النووية.
وتعرّضت اسرائيل خلال حرب الخليج (19911990) لاطلاق 39 صاروخاً عراقياً من طراز <<سكود>>، الا انها التزمت بسياسة عدم الرد تلبية لمطلب اميركي كي لا تؤثر سلباً على وحدة التحالف الدولي ضد العراق بقيادة الولايات المتحدة لا سيما انه كان يضم دولا عربية
<br>