في الشعر وزن يدعى البسيط. والناس تبسط الاشياء لكي تفهمها. وعندما تفهمها تسَّمها حقائق. والحل، في علم الحساب، هو تحويل الروافد المتعددة الاتجاهات الى نهر، وبعدها يعثر النهر لنفسه على المصبَّ. لا يمكن ان نحل مشكلة من خارج معطياتها ومكوناتها. كل مشكلة حلها معها، او فيها، لكن العقل الهادئ وحده يستطيع فرز المعطيات ليكتشف الحل.
لم نستطع ان نحل اي مشكلة في العالم العربي لأننا لم نسع يوماً الى العثور على حل قائم على معطياتها. دائماً بحثنا عن الحلول في امكنة اخرى، فتحولت المشاكل الى كوارث والاعراض الى اوبئة والجرثومة الى طاعون. العام 1921 كتب جبران خليل جبران ان اثرياء اليهود يشترون اراضي فلسطين وان الصهيونية العالمية تدبّر لاحتلالها. والعام 1948 كان العرب لا يزالون يرمون نكبتهم على «الاسلحة الفاسدة». قبل عقد ونصف قيل لصدام حسين هناك 33 دولة، بينها اميركا، قادمة لطردك من الكويت. وانت ايها السيد الرئيس على حرب مع ايران، وعلى عداء مع سورية، والاتحاد السوفياتي سلامتك! سلامتك يا رجل. واصرَّ صاحب «القوة الرابعة» في العالم على ان النشامى كفيلة بربح الحرب وصون العراق من ثماني سنوات ***ب اخرى. وعندما قال له زايد بن سلطان في المرة الثانية، كفى مغامرة بالعراق. ارتح ودع شعبك يرتاح. انهم قادمون مرة اخرى. شعر صدام بالاهانة. وكذلك شعرت كل الفروسية العربية. وعندما انتهى صدام سجينا يصرخ في وجه قاضيه ويطلب البسكوت من سجّانه، لم ينتبه احد الى ان العراق قد راح بل صفقوا «لتماسك» الزعيم الذي فقد ولديه واصهاره و***اء عمومته وتسبب في سجن جميع اخوانه وفي ***ب كل بصرة اخرى في العراق. وكتب المعلقون: يا له من شجاع. هل رأيتم كيف خاطب المدعي العام؟
قال المفكر الروسي الكبير نيقولا باردييف مخاطباً مسيحيي العالم «الشيوعية هي شهادة على عدم قيامنا بواجباتنا». واذ نشهد الآن دمار مدينة عربية اخرى، نتساءل، اليست كل هذه الحروب وعناوين الموت، شهادة على العجز العربي الذي فقد كل قدرة عسكرية وكل قدرة سياسية وكل طاقة دبلوماسية؟ أليس هناك وسيط عربي كان مؤهلاً للتدخل في قضية الفلوجة؟ اليس هناك فريق عربي واحد، قادر على اقناع «اهل» الفلوجة، بأن ثمة وسائل اخرى لصدَّ الاحتلال، غير تعريض المدينة برمتها لامتحان آخر مع الحديد الاميركي والدبابات والطائرات وكل وسائل النار؟ اليس هناك فريق عربي، او جامعة عربية، قادر على لعب دور الوسيط او الحكيم؟ او على الاقل للقيام بدور استطلاعي، من باب رفع العتب، مع الحكومة العراقية؟ اليس هناك وسيط عربي قادر على السفر الى باريس، لاقناع الفلسطينيين، بأن القضية لا تستحق هذا الصراع على ابواب مستشفى بيرسي؟ ألم يكن من الانسب ان نتوقف لحظة واحدة، ونحن نقول هناك مؤامرة صهيونية على العراق، لكي ندرس كيف نتجنبها بدل ان نمنحها العراق ملفوفاً بقصيدة مضحكة في النص وفي الوزن الطويل الطويل الطويل وفي القراءة الجاهلية؟
لقد اكتشفت 250 مقبرة جماعية في العراق حتى الآن، الم يحن الوقت لوقف هذا المسلسل المريع؟ الى متى التبرع بعنق الأمة من اجل ان نرفع رأسها!
سمير عطا الله
جريدة الشرق الاوسط اللندنية
أسئلة عطا الله التي تفرح بها لا تستعصي على غلمان المدارس , ولكن المنافقين لا يعلمون .
أليس هناك وسيط عربي كان مؤهلاً للتدخل في قضية الفلوجة؟ اليس هناك فريق عربي واحد، قادر على اقناع «اهل» الفلوجة، بأن ثمة وسائل اخرى لصدَّ الاحتلال، غير تعريض المدينة برمتها لامتحان آخر مع الحديد الاميركي والدبابات والطائرات وكل وسائل النار؟
لا يوجد وسيط عربي , الكل يخاف من أمريكا , وليس لأهل الفلوجة بعد الله عز وجل إلا الجهاد ليدافعوا به عن دمائهم وأعراضهم وأموالهم وأرضهم , والمقاومة حق مشروع معترف به دولياً , فما بالنا باحتلال أجمعت الدول على عدم شرعيته .
لقد اكتشفت 250 مقبرة جماعية في العراق حتى الآن، الم يحن الوقت لوقف هذا المسلسل المريع؟ الى متى التبرع بعنق الأمة من اجل ان نرفع رأسها؟
هذه المجازر ما زال الأمريكان يتسببون فيها , ومازالوا يلقون بالقنابل على الأحياء والمساكن فوق الشيوخ والنساء والأطفال .
والا لما كان اسمك مجاهد الديجيتال والفيديو كليب !
ما أعتقد أن أهل الفلوجة يتمنون الموت.. محد في الدنيا يتمنى الموت.. ومحد يفضل يموت بقصف عشوائي ما فيه كرامة ولا إنسانية..
يعني حتى المختطفين يلاقون لهم حد يتوسط بينهم وبين قوات الأمن (قصدي في عمليات الاختطاف في السابق – مثل الطيارة اللي نزلت في الجزائر وغيره).. وهاذول الأبرياء اللي في الفلوجة فضلوا الموت؟ ما أعتقد..
لكن.. شو تعتقد يقصد الكاتب؟ أن فيه تواطؤ أو شو يعني… اسمح لي إذا ما فهمت 🙁
اين كنت يا حفيد الرجال عندما ركض الراكضون الى الشيطان ليجلبوه الى العراق
اين كان بيرقكم السعودي الخفاق الذي جلبتم (احفاد القردة والخنازير ) ليدافعوا عنه
انت اخر (الرجال) … تتكلم
اللي ميدافع عن نسوان بلده و يجيب (احفاد القردة والخنازير ) يدافعون عنه
اخر واحد يتكلم …… ابو البيارق الخفاقة
يوم انت مستعد تموت وانت في الموقف نفسه تقدر تتكلم .. لكن لا أنا وانت نملك الحق لنقول لأهل العراق موتوا ونحن قاعدون هنا في بيوتنا!!!