إن هذا الجسد الناعم لا يطيق عذاب الله وعقابه , وإن من ورائنا أهوال لا يعلم عظمها إلا الله تعالى قال تعالى ( ولو ترى إذ المجرمون نا**وا رؤوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون )
وقال تعالى ( يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد ) ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما رأيت منظرا قط إلا القبر أفظع منه ) ..
ويومٌ تزفر النيران فيــــه *** وتقسم جهــرة للسامعينا
وعزة خالقي وجلال ربــي *** لأنتقمن منــهم أجمعينا
وقد شاب الصغير بغير ذنـبٍ *** فكيف تكون حال المجرمينا
فكفى بالموت مفزعا للقلوب … ومبكيا للعيون … ومفرقا للجماعات … وهادما للذات … وقاطعا للأمنيات .
أيتها الأخت الحبيبة ..
إني والله مشفقة عليك وعلى صاحبتك وعلى كثير من النساء , فأي كلام هذا , وأي قناعة نريدها حتى نتبع ما أمر الله به !!!!
أ عندما نفاجأ بنزع الروح وسكرات الموت لتقول الواحدة منا : إني تبت الآن وما يغنيها ذلك حينئذ .
إن الواحدة منا لو تذكرت مآلها ومصيرها لما أقدمت على كثير من أخطائها فكيف بك يوم تنظرين إلى هذه الدنيا نظرة الفراق والوداع وعيون أهلك ترمقك ويتحسرون ألا يستطيعوا رد القضاء عنك , وقلبك يتقطع حسرة وندامة على أخطاء أسرفت بها على نفسك , وعلى أعمال خير وبر فرطت بها .
هل تصورت نفسك وأنت تنازعين الموت ثم فارقت هذه الدنيا بحلوها ومرها , فأحب أهلك إليك من يبادر إلى شراء كفنك الذي خلا من كل حلي وزينة تلبسينها الآن , وجسدك الذي طالما عنيت به وربما تسببت في فتنة الرجال به , هذا الجسد الغض الذي **وتيه بما حرم الله , سيسكن بلا حراك إلا عندما تقلبك المُغسلة , أو حينما ترفعين على نعش فوق أكتاف الرجال لتودعي في قبرك , أو حينما يتقدم أحد أقاربك أو غيرهم ليجعلك في القبر على جنبك الأيمن موجهة إلى القبلة , فإذا برأسك يميل إلى الأرض فيجعل حثوة من تراب تحته لترفده , أو حينما ينقطع تعلق الأحياء بك مباشرة مع آخر عقدة يحلها من كفنك من تولى دفنك وانزالك القبر .
* هل تأملت اللحظات التي يتقدم فيها أبوك أو أخوك أو زوجك أو قريبك ليصف اللبنات على اللحد ويجتهد في سد الثغرات بينها بالطين رحمة بك .
وبعد أن يهال عليك التراب ويتم دفنك فإذا بك تبدئين أولى مراحل البرزخية , حيث تسمعين صوت نعال ذويك وهم ينصرفون من عند القبر , ثم تواجهين مصيرك الذي أعددت له بأعمالك في هذه الدنيا , فتتوالى عليك الكربات بدءا بفتنة القبر وسؤال منكر ونكير ……
أتريدين القناعة في ذلك الموقف لتلتزمي أوامر الله !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
فتقولي ( رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت ) ؟
<BR><font size="1">[عدلت بواسطة وصال في 21-02-01 – 03:56 pm]</font>
اللهم سلم .. اللهم سلم .. اللهم سلم
بارك الله فيك
وجزاك الله خير على هذه الموعضة
وهي موعضة لكل إنسان ذكرا وأنثى
وافق الله الجميع لكل خير