تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » إنّـها مَـلِـكَـــــــة

إنّـها مَـلِـكَـــــــة 2024.

  • بواسطة
كانت جارتنا عجوزاً يزيد عمرها على السبعين عاماً .. وكانت تستثير الشفقة حين تُشاهَد وهي تدخل وتخرج و ليس معها من يساعدها من أهلها وذويها .. كانت تبتاع طعامها ولباسها بنفسها .. كان منزلها هادئاً ليس فيه أحد غيرها ، و لا يقرع بابَها أحد .. وذات يوم قمت نحوها بواجب من الواجبات التي أوجبها الإسلام علينا نحو جيراننا ، فدهشت أشد الدهشة لما رأت ، مع أنني لم أصنع شيئاً ذا بال ، ولكنها تعيش في مجتمع ليس عملُ خير، و لايعرف الرحمة والشفقة ، وعلاقة الجار بجاره لا تعدو في أحسن الحالات تحية الصباح و المساء .

جاءت في اليوم الثاني إلى منزلنا بشيء من الحلوى للأطفال، و أحضرت معها بطاقة من البطاقات التي يقدمونها في المناسبات ؛ وكتبت على البطاقة عبارات الشكر والتقدير لما قدمناه نحوها ، وشجعتُها على زيارة زوجتي ، فكانت تزورها بين الحين و الآخر ، وخلال تردادها على بيتنا عَلِمَتْ أن الرجل في بلادنا مسؤول عن بيته و أهله، يعمل من أجلهم، ويبتاع لهم الطعام و اللباس ، كما علمت مدى احترام المسلمين للمرأة سواء كانت بنتاً أو زوجة أو أمّاً ، و بشكل أخص عندما يتقدم سنها ، حيث يتسابق و يتنافس أولادها و أبناء أولادها في خدمتها و تقديرها .. و مَنْ أعرض عن خدمة والديه وتقديم العون لهما كان منبوذاً عند الناس.

كانت المرأة المسنة تلاحظ عن كثب تماسك العائلة المسلمة : كيف يعامل الوالد أبناءه , وكيف يلتفون حوله إذا دخل البيت , وكيف تتفانى المرأة في خدمة زوجها .. وكانت المسكينة تقارن ما هي عليه وما نحن عليه .. كانت تذكر أن لها أولاداً وأحفاداً لا تعرف أين هم , ولا يزورها منهم أحد , قد تموت وتدفن أوتحرق وهم لا يعلمون , ولا قيمة لهذا الأمر عندهم , أما منزلها فهو حصيلة عملها وكدها طوال عمرها .. وكانت تذكر لزوجتي الصعوبات التي تواجه المرأة الغربية في العمل , وابتياع حاجيات المنزل , ثم أنهت حديثها قائلة :

إن المرأة في بلادكم (ملكة ) ولولا أن الوقت متأخرٌ جداً لتزوجت رجلاً مثل زوجك , ولعشت كما تعيشون .

ومثل هذه الظاهرة يدركها كل من يدرس أو يعمل في ديار الغرب , ومع ذلك فلا يزال في بلادنا من لايخجل من تقليد الغربيين في كل أمر من أمور حياته , ولا تزال في بلدان العالم الإسلامي صحف ومجلات تتحدث بإعجاب عن لباس المرأة الغربية , وعمل المرأة الغربية , والأزياء الغربية , والحرية التي تعيش في ظلها المرأة الغربية!

اللهم لك الحمد أن أنعمت علينا بنعمة الإسلام. قال تعالى : { يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين }.

_________
من مشاهداتي في بريطانيا للدكتور عبد الله الخاطر رحمه الله

جزاك الله خيراً يا أم أحمد …. وبارك في جهودك…

هذه القصة تجعلنا نفخر بأخلاقنا الإسلامية التي قد لا نتميز قيمتها الحقيقية….

و كما يقول المثل الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى….

و تذكرني هذه القصة بحادثة مضحكة بعض الشيء …

و هي أن امرأة سعودية سافرت مع زوجها لأمريكا … وكانت في وقت دوام زوجها تشعر بالملل

فقامت بزيارة لجارتها الأمريكية… و في الغد أرادت تكرار الزيارة فوجدت الشرطة عند بيت جارتها…

فقد استدعتهم المرأة لأنها تشك في سلوك جارتها العربية الغريب …. وهو الزيــارة !!!!!!…

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.