تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » إسقاط طائرة التجسس !!.

إسقاط طائرة التجسس !!. 2024.

  • بواسطة

إسقاط طائرة التجسس الأمريكية

كان القلق يجتاح القوات الجوية في ولاية نبراسكا بما يفعله الروس لتطوير صواريخهم العابرة للقارات فنشأت حاجة لإستطلاع وتصوير مواقع ومنصات إطلاق الصواريخ والمطارات العسكرية وقواعد الغواصات في الأتحاد السوفييتي.

قام مهندس الطائرات كلارنس جونسون بتقديم مشروع لتصميم طائرة يمكنها الإرتفاع عاليا جدا وبسرعة رهيبة ووافق الرئيس الأمريكي دوايت إيزنهاور على بناء الطائرة. بدأ المهندس جونسون بتصميم طائرة التجسس في مايو 1954 حيث أطلق على المشروع إسم أيدليست وخلال 80 يوما كان الموديل الأول للطائرة جاهزا للأختبار !!.

كانت الطائرة مبنية من معدن التيتانيوم الصلب والخفيف وكانت المحركات من طراز I P-4 التي تستخدم الكيروسين والبنزين فقد جرى تعديلها بوقود خاص آخر. كان وزنها أقل من نصف وزن المقاتلات النفاثة ويمكنها أن تصل الى مسافة 5000 كم والبقاء في الجو لمدة 12 ساعة متواصلة.

تم تسليمها لقيادة القوات الجوية في منتصف عام 1955 حيث كون منها السرب رقم 99 في قاعدة بيل قؤي ماريسيفيل بولاية كاليفورنيا.

سميت الطائرة ب U 2 وتم إنتاج 50 طائرة منها فقط. كانت مجهزة بآلات تصوير إليكترونية وأجهزة أخرى تسجل كل شيء في المناطق التي تمر عليها. كان لابد من إستخدام طيارين مدنيين متخصصين لكل هذه المهام.
إذ من المحظور دوليا إستخدام طياريين عسكريين فوق أراضي دول أخرى وقت السلم.

طلي هيكلها باللون الأزرق الغامق وبدأت الطائرات بالتغلغل العميق داخل الأتحاد السوفييتي, وقدمت الكثير من المعلومات عن الموانئ والمطارات وقواعد الصواريخ ومحطات الأنذار.

في عام 1958 إعترفت روسيا بأنها تعلم بأمر طائرات التجسس وطالبت الولايات المتحدة بوقف تلك الرحلات التجسسية.

لم يكن عند روسيا آنذاك طائرات تصل الى إرتفاع عال لتصل الى تلك الطائرات وتسقطها ولم يكن لديها صواريخ دقيقة تصل الى ذلك الإرتفاع.

لم تكن روسيا تملك سوى الإحتجاج الرسمي!!.

في فجر يوم 1/5/1960 إنطلق الطيار جيري باورز بطائرته من تركيا للقيام برحلة تجسس فوق الأراضي الروسية. وكانت مهمته تصوير قواعد الصواريخ في تيورا تام شرق بحر الآرال, وقواعد الصواريخ الغامضة في سفيردلوفسك وما حولها.
وقاعدة الغواصات في مورمانسك في أقصى الشمال ثم توجه الى القاعدة الجوية الأمريكية في آيسلندا وهي رحلة تصل الى 4800 كم.

كانت الرادارات الروسية تتبع الطائرة فتركوه ليصل الى وسط روسيا. ثم ضربوه بصاروخ جديد من طراز سام فأصيبت الطائرة فأخذت تسقط بسرعة رهيبة, ولكن الطائرة كانت مصممة لتطير شراعيا والهبوط دون إستخدام المحركات أيضا !!.
ألغى خورتشوف لقاءا مع الرئيس الأمريكي دوايت إيزنهاور وكان مقررا في فيينا, وذلك عقب علمه لسقوط الطائرة.

حوكم الطيار باورز أمام محكمة عسكرية بتهمة التجسس. تبين من المحكمة التي صورت وبثت للعالم كله. أن الطيار كانت لديه أوامر بتدمير وتفجير الطائرة عند الخطر وذلك بعد القفز منها حيث أنها مزودة بجهاز تفجير آلي.

كان لدى الطيار مسدسا وكبسولة سيانيد للإنتحار ومعه ورقة بعدة لغات منها العربية تطلب ممن يطلع عليها مساعدة الطيار الذي يحمل مبالغ مالية بالدولار لإنفاقها على هربه لو تمكن ذلك.

أسقطت الصين في السنوات التالية أربع من هذه الطائرات فوق أراضيها وكذلك فيتنام وكوريا الشمالية مما جعل الولايات المتحدة تطور هذه الطائرات في العام 1977 بزيادة أجنحتها وتغير محركيها النفاثين وغيره من الأجهزة وأصبحت تعرف بإسم E-2 Q تضاؤل دور الطائرات بعد إنتاج الأقمار الصناعية التجسسية.

قامت شركة لوكهيد في مطلع الثمانينات بتطوير طائرة متطورة بإسم SR- 71 يمكنها الإرتفاع الى أكثر من 35 كم وبسرعة أكثر من الصوت ثلاث مرات ونصف.

هنالك أنباء أن لوكهيد أنتجت طائرة تستطيع أن تخرج من الجاذبية الأرضية على إرتفاع 155 كم وبسرعة تعادل خمس أضعاف سرعة الصوت 1226 كم في الساعة ومثل هذه الطائرات الخاصة تستخدمها أساسا وكالة الأمن القومي الأمريكي NSA للإستطلاع الإليكتروني حول العالم.

المصدر :

Flight International Magazine

بقلم:

Jules Bergnar

Cot, 1999

خليجية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.