إذا أنا ببرد شيء على صدري ، فتناولته فإذا هو دلوا من ماء ، فشربت منه قليلاً ثم نزع مني فرُفع ، ثم عاد ، فتناولته ، فشربت منه ثم رُفع ، ثم عاد ، فناولته ثم رفع مراراً ثم تركت فشربت حتى رويت ، ثم أفضتُ سائره على جسدي وثيابي ، فلما استيقظوا إذا هم بأثر الماء ورأوني حسنة الهيئة ، فقالوا لي : انحللتِ ، فأخذت سقاء نا فشربت منه ؟ قلت : لا والله ولكنه كان من الأمر كذا وكذا ، وقالوا:
لئن كنت صادقةً لدينُك خيرٌ من ديننا ، فلما نظروا إلى أسقيتهم وجدوها كما تركوها، فأسلموا عند ذلك .
إنه دروس على الثبات . إنه الايمان الذي جعل المؤمنات كالجبال الراسيات . فلا عذاب ولا تهديد يجعلهن يقدمن أيًّ تنازلات بل شموخ وثبات .