اما بعد ..
الصراحة ما عرف من وين أبدأ
كنا في مجلس فيه فإذا بالهاتف النقال يرن على أحد الحاضرين
رد على الهاتف بوجه مكتئب
هيه هيه
الحين
قلتك خلاص
الحين
بعدين .. . .أف
هكذا توالت الكلمات قلنا لعله يخاطب إحدى قريباته
ثم أغلق الهاتف وقال :
أزعجتنا العجوز!!
ما أقبحه لم يتلطف مع أمه في الكلام ولا في الوصف!!!
سكت وسكت الحاضرون ثم سمعنا صوت بكاء خفي فإذا أحد الزملاء تدمع عينه
نظرنا إليه بدهشة لأن دمع الرجال ليس هينا
فلما علم أننا حولنا النظر إليه قال :
ليتني رأيت أمي
وليتها حية لتزعجني
كي أقول لها :
سمي
الذي يرضيك ( الصراحة أنا دمعة عيني )
صاحبنا الأول صار في حرج وحاول الدفاع عن نفسه
فتكلم المجلس كله دفعة واحدة وقالوا :
اخس!!!
لا تتكلم ولا بكلمة ما لك أي عذر
روح لأمك وقبل رأسها واسترضها
صديقنا الذي بكى توفيت أمه وهو صغير بعد ولادته فورا
يعيش حياته كئيبا لأنه يظن أنه سبب وفاة أمه
نشأ وهو صغير يسمع من الأطفال :
أمي قالت
أمي تقول
بروح لأمي
ولكنه لا يستطيع أن يقول هذه الكلمات
بركان داخله يتفجر فينزوي في إحدى زوايا البيت ليبكي بكاء مرا
كبر وكبرت معه همومه
يسمع زملاءه العقلاء هم يقولون ردا على أمهاتهم
آمري آمر
الله يحييك على طاعته
إذا اتصلت ترك الدنيا من أجلها
عندها يتنفس صاحبنا الصعداء
ويكاد ينفجر من البكاء !!
الله يعينه
ان شاء الله يشوف امه فالجنه
…


لو كل الناس قسوا عليك قلب الام ما يقسى
نحن ما نحس بنعم كثيرة نحن فيها