السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختاه … الكثيرات من المسلمات لا يعدن إلى الله تعالى بتوبة نصوح إلا بعد مرور عمر طويل. تأتين لمسلمة لا تصلي ، أو تتبرج في ثيابها ، أو تهجر كتاب ربها ، أو تعق والديها ، وتقولين: عودي قبل الحسرة والندامة. فتتعلل بأنها ما زالت صغيرة ، والعمر فيه باقية !! سبحان الله ، هل اطلعت الغيب ، وكم عمرها وطول حياتها ؟! إنها أماني غرور ، وأوهام المغرورة بالعودة إلى التوبة متى شاءت
أختاه … التوبة مبسوطة ما لم تغرغري ، ولكن ؟
أليس الموت يأتي بغتة ؟
أليس المرض المقعد يأتي بغتة ؟
فهل تنتظرين ، وتعودين إلى الله وأنت امرأة عجوز ، أم تعودين وأنت شابة تنبضين بالحياة والحيوية والإقبال؟
تأملي هذا حال توبة العجوز، وتوبة الشابة الفتية : التوبة في الصحة ورجاء الحياة تشبه الصدقة بالمال في الصحة ، ورجاء البقاء. والتوبة عند حضور الموت تشبه الصدقة بالمال عند الموت ، فكأن من لا تتوب إلا في مرضها ، فقد استفرغت صحتها ، وقوتها في شهوات نفسها ، ولذة دنياها ، فلما أيست من الدنيا والحياة فيها تابت حينئذ وتركت ما كانت عليه
فأين توبة هذه من توبة من تابت إلى الله تعالى في عز شبابها ، وقدرتها على المعاصي ، ولكن خوفها من الله ومن سوء الخاتمة ورجاء توابه منعها من هذا ؟
أختاه …. تأملي في قول الله عز وجل … تأملي ولن تندمي
(قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم ،،وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون ،،واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون ،،أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين ،،أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين)