و بينما يتجاوز الكثيرون منهم تلك الذكريات الأليمة المتجددة ، كما فعل حامد قرضاي و من هم على شاكلته في أفغانستان ، الذين وصل بهم الأمر إلى حد اختلاق الأعذار نيابة عن الأميركيين تبريرا للقصف الخاطئ ، كما صرح أحدهم في أعقاب مجزرة القافلة الأخيرة التي راح ضحيتها أكثر من 65 افغانيا ، بأن القافلة التي كانت متوجهة للاحتفال بتنصيب قرضاي ، و هو ما يعني ولاء من فيها للنظام الجديد ، كانت تضم بعض مقاتلي القاعدة ، و الذين شاغبوا الطائرات الأميركية بالصواريخ فاضطرت آسفة أن تطلق قذائفها المدمرة على كل من فيها ..
يتجاوز هؤلاء آلام القصف و خسائره ، بينما يعجز آخرون ، و يقول القائد سامي بن القائد حضرت علي – أحد قادة تحالف الشرق الأفغاني مع أميركا – و الذي يقود 200مقاتل : لقد أخطأت القاذفات العديد من الأهداف وأنزلت بنا خسائر بشرية أكبر من تلك التي ألحقتها بنا جماعة *** لادن ، ومع انتهاء المعركة هنا تقريبا ، يتساءل السكان عما سيفعلون بالآلاف من المقاتلين الأفغان ، وهم قوة صعبة المراس يصعب السيطرة عليها …
و تسعى الحكومة الأفغانية المعينة من قبل أميركا إلى تنظيم قوة قتالية نظامية لتكون بمثابة قوة أمن دولة ، تتصدى لمحاولات مستقبلية لمقاتلي القاعدة أو طالبان ، و يقول أحد المستشارين الغربيين للتحالف : إذا لم نرسل بعض المستشارين الأمريكيين لتدريب هؤلاء الأشخاص، فإننا سنعود هنا في غضون خمسة أعوام ، ويحذر القائد حضرت علي بالفعل من تسلل محتمل من جانب أعضاء من شبكة القاعدة إلى البلاد بعد إعادة تنظيم أنفسهم. وقال القائد الأفغاني : ينبغي على المجتمع الدولي عدم افتراض القضاء على بن لادن وطالبان ، لقد اعتادا العمل هنا علنا والآن سيقومون به بصورة أكثر سرية …