نجح اليهود إلى حد كبير في جعل العالم يتقبل فكرة التميز اليهودي – ما عدا المسلمين بالطبع – للدرجة التي يتم فيها الحديث عن موضوعات و أبحاث غاية في السخافة على أنها نتاج علمي محترم ، و يهدف اليهود من وراء ذلك إلى ترسيخ مبدأ " شعب الله المختار " بنشر أخبار و نتائج مثل هذه الأبحاث ليصبح أمرا مسلما به التفوق اليهودي ، و هذا مقال نشرته صحيفة الإسرائيلية يعطي مثالا على الشطط اليهودي في هذا المجال ، و كيف أن محترف الكذب تبلغ مهارته لدرجة أنه يصدق هو نفسه كذبته التي اختلقها … و هذا نص المقال …
الأبحاث في علم الجينات التي أعدت في الجامعة العبرية وجدت تشابه جيني بين اليهود والسكان من منطقة شمالي العراق. وفي أبحاث سابقة اكتشف وجود تقارب جيني بين اليهود والعرب خاصة الفلسطينيين من سكان إسرائـــيل والضفة الغربية. لست خبيرا علميا ولـــكن الأبحاث التاريخية والديموغرافية، والتغيـــيرات، والآن التطورات الجينية، تدفعني إلي الاعتقاد بان معظم السكان الفلســــطينيين هم أبناء نفس اليهود الذين لم يهاجروا أبدا.
فلسطين لم تكن ذات يوم خاوية من السكان. بعد عشرات السنين من تمرد باركوخبا، وال***ب، عام 134 بعد الميلاد، جاء عهد الحاخام يهودا الرئيس ليؤكد انه بقي هنا تجمع سكاني يهودي كبير مركز في الجليل وأيضا في السهل الساحلي والضفة الغربية طوال نحو 1700 سنة انتقلت فلسطين (إسرائيل) عشرات المرات من يد لأخرى ، حيث كان هنا طوال الوقت واقعا صعبا يتمثل بالملاحقة والإجراءات المشددة أجبرت السكان اليهود إلي تغيير دينهم من أجل أن يبقوا علي قيد الحياة.
إن اتساع المسيحية في القرن الثالث والرابع كان في معظمه يستند علي القاعدة السكانية اليهودية. وكانت إجراءات قسطنطينوس قاسية جدا، والتجمع اليهودي الذي كان يفتقر إلي القيادة استسلم وتعاون. مع تعزيز المسيحية اشتدت الإجراءات والعقوبات. وفي العهد البيزنطي في القرن السادس أجبر اليهود علي التعميد بالقوة. وفي القرن السابع وصل من الجنوب العرب المسلمون. وباستثناء الفرق العسكرية المحتلة وتسلل القبائل البدوية، لم تكن هناك هجرة جماعية. والمدينة الجديدة الوحيدة التي أقيمت كانت الرملة وكان بعض سكانها من يهود خيبر الذين أبعدوا من أرضهم واستوطنوا في الرملة و أريحا.
رغم انه كان دائما هناك سكان أجانب وكانت حركة تنقل دائمة داخله وخارجه، إلا أن حركات المحتلين المختلفة لم تؤد إلي قدوم موجات سكان غير يهود إلي فلسطين (إسرائيل)، لذلك من الجائز الافتراض أن قلة السكان اليهود بالنسبة للمسلمين كانت نتيجة الذوبان اكثر منها نتيجة الهجرة. وهذا أيضا عمليا اكثر. ذلك لأنه لمئات السنين لم تجر هنا حياة طائفة وحياة يهودية، حتى الحياة اليهودية التي علم عنها كانت متقطعة وجزئية وغذيت أساسا من كتابات الحجاج والمسافرين مثل بنيامين ماتودلا وآخرين. والمعروف أن لغة الحديث والكتابة لليهود كانت العربية، والنساء اليهوديات لبسن زي النساء العربيات، ومن الواضح أن تغيير الدين كان خطوة إنسانية للبقاء علي قيد الحياة.
رغم أن هذا الأمر ليس موضوعا سياسيا تماما، وبالتأكيد لن يكون كذلك، و إذا اصبح ذلك، لن يسمح له بالنشر، وكذلك من الواضح أن أحدا لا يريد أن يطرق أحد علي باب بيته ويقول سلاما أنا أخوك الضائع – إلا انه لا يمكن التخلص من الإحساس بأنه إذا تم إجراء بحث جيني محدد للسكان العرب المدنيين في تلك المدن التي كانت في السابق يهودية وتحولت الي مختلطة او عربية مثل طبريا، صفد، عكا، الناصرة، حيفا، الرملة، عسقلان، الخليل والقدس لكانت قد ظهرت حقائق علمية تعزز هذا الطرح.
ومن بحاجة إلي تعزيز آخر فضلا عن الجينات، التاريخ وعلم السكان يستطيع أن يجد ذلك في الجانب العاطفي. حيث مثلما أن الإسرائيليين والفلسطينيين يكرهون بعضهم بعضا، فقط اليهود يستطيع الواحد منهم أن يكره الآخر …