تشير بعض الدراسات إلى أن تعليم اللغة الإنجليزية كلغة ثانية في المراحل الدراسية الأولى يمكن أن يسبب إهمالا للغة الأم من قبل الطلبة نظرا لقوة اللغة الإنجليزية النابعة من قوتها الثقافية عالميا.
وكانت دراسة كويتية أجريت على عينات من الطلبة الدارسين للغتين العربية والإنجليزية معا، وتمحورت حول أثر إدخال الإنجليزية على اللغة العربية من حيث تحصيل الطلبة، وكذلك الاتجاهات والتداخل والمهارات اللغوية الأخرى، أن مهارات بعض الطلبة تدنت بالنسبة للغة العربية.
وقد اختار البحث بشكل عشوائي عينتين متكافئتين من الطلبة بهدف المقارنة وتحليل نتائج كلتا المجموعتين، المجموعة الأولى درست حتى مرحلة الثالث الابتدائي دون التعرض للغة الإنجليزية، واستمروا إلى الفصل الثالث دون تدريسهم اللغة الإنجليزية. أما المجموعة الثانية، فدرست اللغة الإنجليزية منذ السنة الأولى وحتى السنة الثالثة، كما اختار البحث أيضاً عينة تبلغ 100 مدرس ومدرسة موزعين على مناطق الكويت التعليمية.
وقد أظهرت نتائج البحث أن الطلبة الذين لم يدرسوا اللغة الإنجليزية بجانب اللغة العربية تفوقوا في تحصيلهم في مقرر اللغة العربية وكان الفرق بين تحصيل المجموعتين ذا دلالة إحصائية حيث كان المعدل التحصيلي للمجموعة الأولى 74% والثانية 53%، وعند تقسيم كلتا المجموعتين إلى شريحتين: أعلى من المعدل وأقل من المعدل، وجد أن الهبوط في الدرجات كان أكثر عند الطلبة الأقل من المعدل منه للطلبة الأكثر من المعدل، وكانت نسبة الهبوط للطلبة الأكثر من المعدل 17%، بينما جاءت نسبة الهبوط في الدرجات للطلبة الأقل من المعدل 36%، وعند تقسيم نتائج الاختبار على مهارات اللغة مثل ((القراءة –الكتابة- القواعد- المفردات)) نجد أن الهبوط في التحصيل شمل جميع تلك المهارات.
وفيما يخص جانب التداخل من اللغة الإنجليزية إلى العربية أكد البحث وجود ظاهرة التداخل من الإنجليزية إلى العربية على جميع الجوانب اللغوية. فعلى مستوى التداخل الصوتي أكد 35% من المدرسين أن نطق الطلبة أصبح أسوأ مما كان عليه قبل إدخال مادة اللغة الإنجليزية.
ويتساءل البحث كيف ولماذا أثر تدريس اللغة الإنجليزية على اللغة العربية؟ ويخلص البحث في رده على هذا التساؤل إلى أن تدريس اللغة الأجنبية في المرحلة الابتدائية يمكن أن يؤدي إلى غير تلك النتائج التي ظهرت لو تغيرت البيئة اللغوية التي تدرس فيها اللغة العربية، فثمة أسباب عديدة ساعدت على تعميق الأثر السلبي للغة الأجنبية على اللغة العربية، مثل تقليص حصص المواد المحببة للطلبة وحصص النشاط الحر ومنافسة اللغة الإنجليزية للغة العربية وإضافة مادة جديدة للطلبة "الإنجليزي" مما زاد في العبء الدراسي عليهم حسبما توصل اليه البحث.