الأمن الأسري ـ تابع لحقوق الزوج على المرأة
المطلب الحادي عشر: مواساة الزوج وإدخال السرور عليه.
إن الرجل يتعرض للمتاعب والمعاناة، والاحتكاك بالناس، خارج المنزل، وقد يواجه مصاعب في أعماله، وعقبات في سبيله، فيغضب ويحزن، ويعود إلى البيت وهو مرهق – وقد يكون مكتئباً – فينبغي أن تستقبله المرأة ببشاشة وحنان، وأن تواسيه في مصائبه ومشكلاته، وأن تعينه على ما يحقق له الراحة والهدوء في منزله، ليظفر بالسكن والمودة والرحمة، وأن تعامله بالأسلوب المناسب لكل حالة من حالاته.
كما فعلت خديجة رضي الله عنها مع زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في مواساته، منذ بدأ الوحي ينزل عليه، إلى أن فارقت الحياة.
فقد روت عائشة، رضي الله عنها:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فاجأه الوحي: " فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده، فدخل على خديجة بنت خويلد، رضي الله عنها، فقال: ( زملوني، زملوني ) حتى ذهب عنه الروع.
فقال لخديجة: – وأخبرها الخبر – : ( لقد خشيت على نفسي ).
فقالت خديجة:
كلا والله لا يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وت**ب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق … ثم ذهبت به إلى *** عمها ورقة بن نوفل، فطمأنه صلى الله عليه وسلم" [البخاري: 1/3-4 ، ومسلم: 1/139-142]
ومن أروع الأمثلة على مواساة المرأة لزوجها ورعايتها له، ما صنعته أم سليم رضي الله عنها، مع زوجها أبي طلحة الأنصاري، رضي الله عنه، عندما مات *** لهما.
وهذه قصتهما، كما رواها أنس رضي الله عنه، قال:
"مات *** لأبي طلحة من أم سليم، فقالت لأهلها: لا تحدثوا أبا طلحة ب***ه، حتى أكون أنا أحدثه.
قال: فجاء، فقربت إليه عشاءً، فأكل وشرب، فقال: ثم تصنعت له أحسن ما كانت تصنع قبل ذلك، فوقع بها، فلما رأت أن قد شبع وأصاب منها.
قالت: يا أبا طلحة! أرأيت لو أن قوما أعاروا عاريتهم أهل بيت، فطلبوا عاريتهم، ألهم أن يمنعوهم؟
قال: لا. قالت: فاحتسب ***ك. فغضب، وقال: تركتني حتى تلطخت، ثم أخبرتني ب***ي!
فانطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبره بما كان.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( بارك الله لكما في غابر ليلتكما… )" [البخاري: 2/84، ومسلم: 4/1909]