أثر التربية الإسلامية في أمن المجتمع الإسلامي الحلقة (31/1) 2024.

أثر التربية الإسلامية في أمن المجتمع الإسلامي(31)
التحذير من طاعة غير الله فيما يخالف أمره
ومن أمثلة النوع الثاني – وهو التحذير من طاعة من خالف أمر الله ورسوله، سواء كان صادراً عن العدو الداخلي، وهو الهوى والنفس والشيطان، أم العدو الخارجي وهم أعداء الله الكفرة ومحبو الفسوق والعصيان – قول الله تعالى: ياأيها الذين ءامنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين [آل عمران: 100].
وقال تعالى: وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله [الأنعام: 116].
وقال تعالى: … وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون [الأنعام: 121].
وقال تعالى: … ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا [الكهف: 28].
وقال تعالى: فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهاداً كبيراً [الفرقان: 52] وقال تعالى: ووصينا الإنسان بوالديه حسنا وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون [العنكبوت: 8].
وقال تعالى عن الكافرين الذين عصوا الله ورسوله: يوم تقلب وجوههم في النار يقولون ياليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا، وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا [الأحزاب: 66-67] وقال تعالى: فلا تطع المكذبين، ودوا لو تدهن فيدهنون، ولا تطع كل حلاف مهين [القلم: 8-10].
وقال تعالى: فاصبر لحكم ربك ولا تطع منهم آثماً أو كفوراً [الإنسان: 24] وبهذا يعلم أن في طاعة غير الله ورسوله فيما خالف أمر الله ورسوله يكون الكفر والضلال والشرك والعذاب الأليم، والبعد عن ذلك يحتاج إلى صبر وتوكل على الله سبحانه وتعالى.
وعلى هاتين القاعدتين: – طاعة الله ورسوله وعدم طاعة من خالف أمر الله ورسوله – ربّى رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه، فكان عصرهم خير العصور في الأرض، وذلك ما يجب أن يسلكه كل من أراد أن يربّي أمة مسلمة يتحقق بتربيتها الخير والسعادة والأمن في الأرض.
فإن التربية على طاعة الله ورسوله تجعل من رُبِّي عليها يلتزم بأوامر الله ورسوله، وأوامر من اتبع شرع الله ورسوله في كل حال من الأحوال في الشر والعلانية.
وكل أمر أو نهي لا يكون نابعاً من طاعة الله ورسوله، فإن التمرد عليها سهل يسير إذا غاب المتمرد عن العين المادّية التي تراقب أو خلا عن سطوة القانون البشري.
أما طاعة الله فإنها لا تفارق صاحبها في كل لحظة من لحظات حياته، فلا يخون ولا يغش ولا ينفض عهداً ولا ينتهك عرضاً ولا يسرق مالاً ولا يغتصب أرضاً، ولا يتناول شيئاً ممّا حرم الله عليه، ورقيبه في ذلك كله هو الله الذي تجب طاعته التي التزم بها وتربّى عليها، وبغض معصيته التي حذّر منها وتربّى على البعد عنها وعن أهلها، فهو يحب طاعة الله ويسعى لتحقيقها ويكره معصية الله ويهرب من الوقوع ففيها، فإذا فعل خيراً يعود على غيره من البشر إنما يفعله لأنه طاعة لله ولرسوله، وإذا ترك شراً يعود ضرر فعله على الناس، فإنما تركه لأنه معصية لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، لذلك لا يخاف منه خصمه أذى ولا يطمع منه صديقه محاباة وعمل منكر، وهذا هو الذي يأمنه الناس على أنفسهم وأعراضهم وأموالهم وسائر حقوقهم.
وهذا من فضل الله سبحانه وتعالى على عباده المؤمنين، ولم ينل هذا الفضل غيرهم، ممن يعبدون أهواءهم ويفضّلون المعصية على الطاعة، وقد امتن الله على عباده المؤمنين بهذا الفضل العظيم فقال عز من قائل: واعلموا أن فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الأمر لعنتم ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون، فضلا من الله ونعمة والله عليم حكيم [الحجرات: 7-8].
يعطيك العافيه …ومشكور علي هذى المشاركه القيمه فعلا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.