تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » أثر التربية الإسلامية في أمن المجتمع الإسلامي

أثر التربية الإسلامية في أمن المجتمع الإسلامي 2024.

أثر التربية الإسلامية في أمن المجتمع الإسلامي(7)
مواقف غالب الأمم من أسباب الأمن الحقيقي
ومع ذلك فإن أغلب الأمم التي تدعي أنها تنشد الأمن والرخاء والاستقرار لا تسلك سبيل هذا القسم، بل إنها لتضع السدود أمام سالكيه وتحاربهم وتصد من أراد أن يستجيب لهم، يدل على ذلك قصص الأنبياء والرسل مع قومهم، وتاريخ الدعاة إلى الله مع الأجيال المتلاحقة.
اقرأ قصة نوح مع قومه، وقصة إبراهيم مع قومه، وقصة هود مع قومه، وقصة صالح مع قومه، وقصة شعيب مع قومه، وقصة لوط مع قومه، وقصة موسى مع قومه، وقصة عيسى مع قومه، وقصة محمد صلى الله عليه وسلم وعلى إخوانه من الأنبياء أجمعين، مع قومه.
وتأمل تاريخ الأمم إلى يومنا هذا، لترى أن أغلب تلك الأمم تسعى-في الواقع- جاهدة لتعاطي كل سبيل يوصلها إلى خوفها وهلاكها ودمارها، وتسد كل باب يوصلها إلى أمنها واطمئنانها واستقرارها، على الرغم من دعواها السعي الجاد إلى الأمن والاستقرار، ثم تتبع ما ذكر الله في كتابه من أن أكثر الناس ضالون مضلون فاسقون كافرون غير مؤمنين، كما قال تعالى: )إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون( [سورة البقرة: 243].
وقال تعالى: )وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله( [سورة الأنعام: 116]، وقال تعالى: )إنه الحق من ربك لكن أكثر الناس لا يؤمنون( [سورة هود: 17]، وقال تعالى: )ولقد صرفناه بينهم ليذكروا فأبى أكثر الناس إلا كفوراً( [سورة الفرقان: 50]، وقال تعالى: )لتنذر قوماً ما أنذر آباءهم فهم غافلون لقد حقّ القول على أكثرهم فهم لا يؤمنون( [سورة يس: 6-7].
وتأمل كيف يستهزئ الناس الذين يفقدون الأمن بدعاة الخير والأمن من الرسل فينالون بذلك غاية التحسر والتندم، كما قال تعالى: )يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به ستهزءون( [سورة يس: 30].
وتأمل كذلك قوله تعالى: )وإذا تتلى عليهم ءاياتنا بينات تعرف في وجوه الذين كفروا المنكر يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم ءاياتنا قل أفأنبئكم بشر من ذلكم النار وعدها الله الذين كفروا وبئس المصير( [سورة الحج: 72].
بل إن أعداء الأمن يقتلون دعاة الأمن، كما قال تعالى: )لقد أخذنا ميثاق بني إسرائيل وأرسلنا إليهم رسلا كلما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم فريقا كذبوا وفريقا يقتلون( [سورة المائدة: 70].
ومن هنا يتضح لنا ضرورة التربية الإسلامية التي لا يتحقق الأمن الحق في أي أمة إلا إذا تربى أفرادها وأسرها ومجتمعها على تلك التربية الربانية.
)هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين( [سورة الجمعة: 2].

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.