الأصل أن هذا رد على تعقيب على أخ حبيب فاضل ، كتب معقباً على موضوعي السابق ( آه لو عرفوا ) أن والده كان يعرض على أخيه الصغير المائة الدرهم مقابل درهم معدني ، فكان الصغير يأخذ الدرهم ويدع المائة ..
فكتبت إليه ..
قصة أخيك الصغير قصة كل بيت ..!
وشواهدها في واقع الحياة كثيرة ..
رأيت يوماً مشهداً أضحكني ، كنا في يوم عيد _ عيد الفطر_
فجاء الطفل الصغير يطلب من أبيه عيدية ..
وكأنما أراد الأب أن يختبر طفله ..
فقدم له ورقة من فئة الخمسمائة درهم .. مقابلها خمسة دراهم ( فكه ) درهم درهم
كاد الطفل أن يطير فرحاً بهذه الدراهم الكثيرة !!!
فالح عليه والده أن يأخذ الخمسمائة ، والطفل يرفض بإصرار !!
حاولنا إقناعه ( بإقامة الشواهد والحجج والبراهين والأدلة و..و..و..!!! )
وفشلت كل المحاولات عن زحزحة الصغير عن قناعته الشديدة أن الدراهم الخمسة خير وابقى وأكثر !!..
أخفى الأب الدراهم الخمسة بسرعة ، وأصر على أن يعطيه الخمسمائة كاملة ..
فرماها الصغير بعيداً وهو يبكي ..!!
ثم اندفع إليها فجأة في غضب وهياج.. وقبل أن تصل إليها يده ،
كنت قد اختطفتها ، وسألته عما يريد بها ..
وقال وهو يصيح : أقطعها …!!
فضحكنا .. قال والده : كيفك !! تعال خذ الدراهم الخمسة !!
وتذكرت عندها أكثر شباب المسلمين _ من الجنسين _ !!
وهم يتركون تعاليم دينهم العظيم ،
ليقبلوا على ما عند الآخرين من سفاسف ومباذل ،
ومع هذا يحسبون أنهم يحسنون صنعا …!!!
ويصرون أنهم على صواب فيما يفعلون ، بل ويحببون ذلك للآخرين ..!!
وكلما رأيت بعض هؤلاء أقول في نفسي وأنا أتبسم :
هي بعينها حكاية الصغير المسكين
الذي ترك الخمسمائة ، لدراهم معدودة ..
بل وهو على استعداد يومها أن يترك الألف والعشرة ، من أجل عيون الدراهم الخمسة !!
ولكن ترى حين يكبر هذا الصغير ،
ثم نذكره بموقفه ذلك ، فكيف ستكون ردة فعله ..!!
أحسبه سيضحك على نفسه كثيراً حتى تترقرق عيناه بالدموع ..
وربما قال ساخطاً على نفسه : يا لي من غبي يومها .. !!
وأقول : وهكذا يقول كل من أعرض عن الله زمناً ، ثم عاد إليه
وعرف الفرق الهائل بين حياة مع الله وفي رحابه ، وبين حياة لا تسمى حياة !!
أيها الشاب الطيب ..
اعرف المسألة جيداً اليوم ، قبل أن تندم غداً .. فتقول :
يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله .. أو تقول :
يا ليتني أرد إلى الدنيا فأعمل غير الذي كنت أعمل .. !!
العاقل من فهم المسألة الآن ، واتعظ اليوم قبل غداً ..
–
aalawi60@hotmail.com
——-((التوقيع))——–
خير هدية تقدمها لأخيك ، كلمة مفيجة ينفعه الله بها ..
انك تجعلنا نتتبع مواضيع بشغف وحرص على الافادة فجزاك الله عنا خير ….
——–التوقيع——–
لا حول ولا قوة الا بالله