نواكشوط (رويترز) – شارك آلاف الموريتانيين في مسيرة في شوارع
العاصمة يوم الثلاثاء للتنديد بمحاولة فاشلة للاطاحة برئيس مؤيد للغرب
اعتقل الاسلاميين وتقرب من اسرائيل.
وعاد الرئيس معاوية ولد سيد احمد الطايع ليل الاثنين الى قصره الرئاسي
الذي سقط في ايدي جنود معارضين لفترة من الوقت خلال اعنف محاولة
للاستيلاء على السلطة منذ حصلت الدولة الواقعة في شمال غرب افريقيا
على استقلالها من فرنسا عام 1960.
جاءت محاولة الانقلاب في ذروة اعتقالات لعشرات من زعماء اسلاميين
في اعقاب الحرب التي قادتها الولايات المتحدة في العراق ولكن لم يكن من
الواضح ما اذا كانت هناك صلة مباشرة حيث ان المتامرين لم يحصلوا ابدا
على فرصة لاعلان شكاواهم.
وسار آلاف من مؤيدي الرئيس في الشوارع وهم يرددون اناشيد ويحملون
صور الرئيس فوق رؤسهم.
وقال سي حمادو وهو واحد من عدد كبير من العاطلين "كنا في مشكلة
كبيرة لمدة 48 ساعة. والآن انتهت ونحن سعداء."
ولفت الشكوك مصير زعيم الانقلاب المشتبه به صالح ولد حنينة الذي
كان قد تعرض لاطلاق النار من الجيش بعد إثارة معارضة للعلاقات مع
اسرائيل. ويعتقد بعض المسؤولون انه مات ويعتقد اخرون انه ربما يكون
اصيب فقط.
وقال جنود انهم لايزالون يبحثون عن اي متمردين هربوا واختفوا في
البلاد.
وقال احد الضباط "انهم ممتزجون بالسكان ولم يعودوا يرتدون زيهم
الرسمي ولكننا نبحث عنهم."
تحلق جنود حول القصر الرئاسي ونقاط استراتيجية اخرى ولكن الحياة
عادت الى طبيعتها في غير ذلك من الاماكن بالمدينة الواقعة بين المحيط
الاطلسي والصحراء الكبري. وتم سحب ثلاث دبابات معطلة من مسرح
المعركة.
واثار توقيت محاولة الانقلاب بعد اعتقال 32 اسلاميا متهمين بتهديد
الامن القومى افتراضات بوجود صلة.
ولكن توجد في موريتانيا انقسامات داخلية كثيرة ايضا تغذي الصراعات
الداخلية. وكلا من السكان الافارقة السود والعرب مقسمون الى حد بعيد الى
قبائل وعشائر.
ويشترك الكثيرون في الدولة ذات الاغلبية المسلمة مع حنينة في غضبه
المعروف ازاء العلاقات مع اسرائيل. واصبحت موريتانيا في عام 1999
ثالث دولة في جامعة الدول العربية تقيم علاقات دبلوماسية كاملة مع الدولة
اليهودية.
وتقدم اسرائيل مساعدة اقتصادية ضئيلة ولكن دبلوماسيين يقولون ان
اسرائيليين يساعدون في اسداء مشورة امنية ايضا.
ويشك بعض الموريتانيين في ان الطايع تقرب لاسرائيل كوسيلة للظهور
بشكل اكثر اعتدالا امام الغرب بعد تأييده للعراق في حرب الخليج الاولى.
وتم اعتقال سياسيين لهم صلة بالرئيس العراقي السابق صدام حسين منذ
الاطاحة به.