أما بعد
إخواني في الله
أخواتي الغاليات
أن مسألة التشبه بالكافرات والمتمثلة فيما يسمى بالموضة تعد من المصائب التي ابتليت بها الأمة حتى لا يكاد يخلو بيت مسلم من نتنها .. ولقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن ذلك سيقع محذرا منه حين قال : " لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه
قالوا : يا رسول الله اليهود والنصارى . قال : فمن "
أو كما قال .. وقال : ( من تشبه بقوم فهو منهم )
ونظرا لأن الموضة قد استطار شرها حتى أصبحنا نرى بعض الطيبات يصيبهن شيء من ذلك
فإني أذكّر نفسي وإيّاك يا حبيبتي بمجانبة ذلك ما استطعنا لعدة أسباب :
1 ) أن الفتن في هذا الزمان أدلهمت .. وأن التشبه بالكافرات من الفتن التي تفشت في مجتمعنا تفشي النار في الهشيم .. وسد الذرائع ضروري من كل من لديها شيء من الإيمان .. فقدّري مسؤوليتك في هذا الجانب بتجنب كل باب يدخلك إلى التشبه .
2 ) أن المرأةالمسلمة وخاصة الملتزمة هي القدوة الحسنة في المجتمع .. فإذا لم تكوني مثلا حيّا بعملك للأجيال القادمة والمستقبلة من أجيال الصحوة .. فمن سيكون …؟؟؟
ثم أن إصلاح الفساد بدون القدوة العملية التي هي من أقوى وسائل التربية سيكون ضئيلا مع أمواج الفساد التي تزج يها المرأة والمجتمعات اليوم .
3 ) أن من الواجبات المهمة اليوم .. إعادة الهوية الإسلامية الفقيدة ولن تعود تلك الهوية ما دام أن المرأة المسلمة لم تجانب طريق التشبه الذي تجلت فيه معاني التبعية والانهزامية .. ويكفي أن الأمر وصل بالمرأة في المجتمع المسلم إلى أنها أصبحت تحتاج كثيرا إلى ألاعيب اليهود في شعرها وملابسها بشكل مخيف يجعل القبيح حسنا والحسن قبيحا .. ثم تقدم إليهم أموالها معجبة من ذلك
4 ) أن الموضة سبب كبير لاحتقار السنن وازدرائها .. وهذا من آثار التشبه .. فمن الوضيع الآن لبس الثياب السابقة في الطول والسعة إلاّ إذا أتت بها الموضة .. وكذلك تصفيف شعر الرأس .
5 ) أن الموضة أصبحت مقياسا للزينة .. وأداة التذوق لدى النساء غالبا .. وهذه نظرة خطيرة يجب تغييرها بسبب التشبه أولا .. ولأن هذه الزينة ( الموضة ) تحمل دائما ومنذ بداية ظهورها ما يخالف الاسلام .. ويهتك ستر المرِأة وحياءها وحجابها في كل جديد تأتي به .. فلا تخفي تقلعات الاكمام القصيرة التي أخرجت الابط والكتفين وتقليعات الفتحات التي أخرجت الفخذين والضيق الذي حجم بدقة مفاتن المرأة حتى أصبحت هذه العورات تبرز للرجال ومع العباءة بقصد أو غير قصد.
6 ) أن الموضة من أكبر الوسائل على تنشئة الصغيرات على الابتذال .. فمثلا كان من قلة الاحتشام لبس الكم القصير الذي أصبح من روتين الملابس الآن وقل مثل ذلك في الضيق .. وها هو ما يسمى بالشانيل يأخذ طريقه إن لم يكن قد أخذه .. ليكون كذلك .. ولا أدل على ذلك من تمكن ذلك في البلدان الأخرى دون أية غضاضة أو حرج .
7 ) وأخيرا أن جراح الأمة التي طعنتها بها المرأة وشياطينها كثيرة ومتنوعة .. وبيوت الأزياء لها نصيب كبير في ذلك .. وأنتِ أما آن أن تكوني مع الأمة عليهم أو معهم على الأمة حسب قربك وبعدك عن التشبه .. فالخطب عظيم والمسؤولة جسيمة .. فاتقي الله يا أختي الحبيبة .. وقاطعي مجلات الأزياء .. ومجالسة صاحبات الموضة والمظاهرة ..
وأقلي من الخروج للأسواق إلاّ لضرورة ملحة مع الاحتشام
وفقني الله وإياكِ لما يحبه ويرضى
__________________