تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » لقد مات .لقد مات

لقد مات .لقد مات 2024.

ابتسمت (هند) في سرها وواصلت طريقها وهي تتساءل: ماذا جعلها تعتقد أن للصخر "إحساس وقلب".. أم أن له "قلب" من حجر وإن كان له قلب…

امتد صف اللاجئين على طول الطريق الترابي، المليء بالأوحال من جرَّاء الأمطار الغزيرة التي هطلت الليلة الماضية، التعب، الإرهاق والألم يحيط بهم ويلتف حولهم بجناحيه، "الظالمين" دون رأفة أو أدنى رحمة، وارتجّ الهدوء فجأة على صوت صراخ متواصل وهو يردد (لقد مات.. لقد مات)، تطلعت (هند) إلى تلك المرأة المكلومة التي أخذت تقفز كالمجنونة حول ***ها الرضيع الذي فارق الحياة، اعتادت على هذا المنظر، ترقرقت الدموع في عينيها، ولكنها مسحتها قبل أن تجري على خديها، وأخذت "أخيها" الرضيع من بين أحضان والدتها وضمته إليها واعتصرته بين يديها، وكأنها تخشى أن يسرق الموت منها أخاها الصغير.

إن الأطفال الرضع يموتون بكثرة هذه الأيام؛ لأن الطعام قليل، وهذا يسبِّب جفاف الحليب، حدقت في أمها التي أجهشت في البكاء، حيث إنها تأثرت بموقف تلك المرأة، وسمعت امرأة تقول: (إذا لم نصل إلى الملجأ بسرعة فسوف نلحق به جميعًا)، ورددت أخرى (ماذا نفعل؟.. الحروب أحرقت قلوبنا قبل حرق منازلنا).

سارت (هند) إلى جانب أسرتها الصغيرة، المكونة منها وأمها وأخيها الرضيع دون والدها الذي ذهب إلى الدفاع عن الوطن، وهم الآن لا يعرفون أدنى فكرة عن أخباره، ولكنهم يمنون أنفسهم بعودته رغم أن كل الظروف المحيطة بهم تنبئهم بالشر، الكل يعمل ضدهم، الأعداء يطردونهم من بلدتهم ومنازلهم في جو بارد، قارس دون رحمة أو شفقة، حتى صخور هذه المنطقة بدأت تعمل ضدهم، وكأنها قد انضمت إلى صف الأعداء، حيث إنها كشرت عن أنيابها الحادة وبدأت بجرح أقدامهم وتمزيقها، توقفت (هند) أمام أحد الصخور وأخذت بتأملها وكأنها تعقد هدنة صلحًا بينها وبين الصخور، هدنة دون كلام، ولكنها لغة القلب المحطم المفجوع، ولغة العيون التي لم تكف عن البكاء منذ أن بدأت الحرب.

ابتسمت (هند) في سرها وواصلت طريقها، وهي تتساءل: ماذا جعلها تعتقد أن للصخر إحساس وقلب؟ أم أن له قلب من حجر، وإن كان له قلب من حجر فقلبه أرق من قلب الإنسان الذي خلقه الله تعالى من لحم ودم، واسترسلت بعيدًا بأفكارها يا ترى ما الذي يذكرها بصديقتها (عبير) صديقة طفولتها وصباها، ولن تنسى ذلك اليوم الذي أرادت أن تسافر فيه (عبير) عندما ذهبت (هند) إلى وداعها، وما زالت تذكر تلك الهدية التي أعطتها (عبير)، لقد كانت عبارة عن مصحف صغير أخضر اللون، وما زالت تذكر آخر كلمة قالتها لها قبل رحيلها (هذا هو منهج حياتي وحياتك، ونسعى من أجل أن يظل طاهرًا، ويومًا ما سوف نسود العالم به فاحفظيه في قلبك قبل عقلك…).

(لقد مات.. لقد مات) التفتت (هند) إلى مصدر الصوت الذي بدا مألوفًا إلى حد بعيد؛ وإذ بها ترى أمها قد جثت على ركبتيها وهي تصرخ بألم، لم يكن الميت سوى أخا (هند) الرضيع، ألجمت المفاجأة لسان (هند)، ولكن الدموع التي ترقرقت في عينيها عبرة عن كلمات ألف.. ألف لسان وسالت دموعها على الطريق…
:

فتاة الوصل
تسلمين على القصه الحلوه….يعطيج العافيه…
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

سارت (هند) إلى جانب أسرتها الصغيرة، المكونة منها وأمها وأخيها الرضيع دون والدها الذي ذهب إلى الدفاع عن الوطن، وهم الآن لا يعرفون أدنى فكرة عن أخباره، ولكنهم يمنون أنفسهم بعودته رغم أن كل الظروف المحيطة بهم تنبئهم بالشر، الكل يعمل ضدهم، الأعداء يطردونهم من بلدتهم ومنازلهم في جو بارد، قارس دون رحمة أو شفقة، حتى صخور هذه المنطقة بدأت تعمل ضدهم، وكأنها قد انضمت إلى صف الأعداء، حيث إنها كشرت عن أنيابها الحادة وبدأت بجرح أقدامهم وتمزيقها، توقفت (هند) أمام أحد الصخور وأخذت بتأملها وكأنها تعقد هدنة صلحًا بينها وبين الصخور، هدنة دون كلام، ولكنها لغة القلب المحطم المفجوع، ولغة العيون التي لم تكف عن البكاء منذ أن بدأت الحرب.
شكراااا لج فتاااة الوصل على القصة المعبرة
أشـــــــــــــــــــــــــــــكركــــــــــــــــــــم علــــــــــــى الـــــــــــــردود الحــــــــــلوة&&&&&&&&&&&&
الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.