و رغم أن القناة تحمل اسم الحرة فان مولدها و بداية انطلاقها غير حرة وبعيدآ عن الحرية بالمرة وهي التي سرقت ترددات و موجات قناة العراق الفضائية لتبث من خلالهل الى اهل العراق و بقية شعوب المنطقة تحت شعار غاية يسمية نشر الديمقراطية و الحرية في منطقة الشرق الأوسط 00 وهو ما يتضح من مرتكزات خطابها الاعلامي الذي يصل الى حد تحريض شعوب المنطقة على قادتهم لادخالنا في أتون ثورات وتمرد و قلاقل تتخذ منه الادارةالأمريكية ستارآ لترسيخ هيمنتها على المنطقة وبالتالي تهيئة الاجواء لبروز اسرائيل وفرضها كقوة سوبر و الدولة رقم واحد في المنطقة ضمن مشروع الشرق أوسطية الذي طرح منذ سنوات لنسف معادلة الصراع العربي الاسرائيلي و**ر شوكة العرب وجعل اسرائيل صاحبة اليد الطولي في المنطقة0
وضمن ما تهدف اليه قناة الحرة هو تبيض الوجه المريكي وتطهيره وتحسينه لدى المواطن العربي الذى أصبح يعيش حالة أنعدام ثقةبلا حدود في كل ما هو أمريكي و بالذات في ظل التداعيات الأخيرة بالمنطقة0
ونتساءل كيف تصل السذاجة بالأمريميني الى هذا الحد ليتصوروا أن خطاياهم و جرائمهم بحق شعوب المنطقة يمكن ان تمحوها بهذه السهولة مثل هذه القناة مهما تمتع طاقمها بالحضور و التأثير الاعلاميين وأيا كانت عبقرية القائمين عليها في التلوين و التوجيه الاخباريني لحشد الرأى العام حول قيمها الجديدة0هل يتصولر مثلا هولاء وأوليك من خبراء الدبلوماسية و الاستخبارات والاعلام الامريكيين ان بامكانهم اقناع
العرب في الارض المحتلة شيوخى و شبابآ برسالتهم النبيلة التي يبثونها عبر الحرة في نشر الحرية و الديمقراطية على الطريقة المريمية وهم أولى ضحايا تلك الحرية على مدى حوالي نصف قرن فيقتلون بقذائف أمريكية و تدك بيوتهم و تشردهم طائرات و دبابات أمريكية وتسرق أراضيهم و تصادر تحت صمت أمريكي و بسلاح أمري** وحتى أحلامهم المشروعة في أقامة دولتهم على كامل ترابهم الوطني و العودة الى وطنهم تصطدم بالفيتو الأمريكي في اروقة الأمم المتحدة0هل يعتقد نبلاء الحرة و قياصرة الاعلام الأمريكي أن بمقدورهم اقناع الاشقاء في العراق بأنهم جاؤوا لتحريرهم من جحيم حكم صدام وسطوة
رجال عصره لا لتدمير بلدهم و ادخاله في دائرة حرب أهلية و طائفية وشبكة لاطالة أمد بقاء قواتهم في العراق بزعم تحقيق الامن و الاستقرار0وهل يتصور هؤلاءان الحرة بحشودها الاعلامية سوف تنجح في قلب الحقائق لدى المواطن العربي البسيط وتعيد صياغة عقول شب***ا و استمالتهم نحو النموذج الأمريكي بينما هو سبب وسر ثورة الكراهية التي تندلع في صدورهم ضد التجاوزات والانحيازات الأمريكية 0
لقد جاء انطلاق قناة الحرة بمرتكزاتها الاعلامية الأقراب الى الدعائية بمثابة غزو أمريكي جديد يعزز من قبضتها و غزوها العسكري للمنطقة لفرضالمفاهيم والقيم الأمريكية على المواطن العربي سعيآ الى تغريبه عن همومة وتجريدة من هويته و سلخه عن القضايا امته اذا كان الامريكيون جادين حقآ في تحسين صورتهم لدى المواطن العربيب فان ذلك لن يتاتي سوى بتحسين وتغيير الاداء السياسي لبهم واعادة النظر في مواقفهم السلبية تجاه قضايانا بدءا من التستر على الاحتلال الاسرائيلي لاراضينافي فلسطين وسوريا ولبنان والصمت على جرائم اسرائيل وغض الطرف عن برنامجها النووي الذي يشكل ارهابا جديدى للمنطقة و الكف عن ارسال واشنطن تهديداتها الى جيوش العواصم العربية من حين الى آخر باسم محاربة الارهاب0
جيوش الاعلام مهما أوتيت من تكنولوجيا الاتصال و عبقرية الكذب و التضليل لن تغسل مخلفات التحيز السياسي الفاضح و المتراكم تمامآ
مثلما تعجز المساحيق وخبراء التجميل عن اخفاء قبح القبيحات00
منقول من الجريدة