أين أصدقاء هذه الحية؟
الأسبوع : قل أحقر بلطجي عرفه تاريخ البشرية منذ خلق الله ادم.. ولاتقل الولايات المتحدة الأمريكية. هي ولايات الشيطان ان شئت.. حية رقطاء عمياء اذا أردت التجريد أو كلفت نفسك عناء ان تقرب صورتها الحقيقية لأحد اطفالك.
هذه ليست دولة وانما مجموعة من رجال العصابات وقطاع الطرق ومجرمي الحرب ومحترفي السرقة بالاكراه جمعهم سجن واحد وراء المحيط أو بحر الظلمات كما سماه الملاحون الأوائل. ثم تمرد هؤلاء المساجين الخطرون واستطاعوا الفرار ليضعوا البشرية كلها في سجن كبير وتحولوا الي سجانين وقضاة وجلادين يذيقون البشرية بأكملها كأس المذلة والهوان.
اريد الآن ان ابحث عن اصدقاء أمريكا في مصر كي ابصق في وجوههم.. هؤلاء الذين خدعوكم طويلا.. وصوروا لكم أمريكا باعتبارها حامية حمي الديمقراطية والعدالة وحقوق الانسان والمدنية في العالم.
اذا كان لديهم بعض من انسانية سيتوارون الآن. لكني لا أستبعد ان يطل علينا احدهم بوجه كالح كي يبرر الاجرام الدولي غير المسبوق الذي تمارسه الادارة الأمريكية. تمنيت لو سمعت حججهم المتهافتة والزائفة.
كنت اظنني مغاليا في معاداة أمريكا.. لكن تقريرا سريا للبنتاجون عرض علي اعضاء الكونجرس يوم 8 يناير الماضي. أكد لي أن أي شخص يتحلي بصفة واحدة من صفات الانسانية لابد وان يكون بالضرورة معاديا لها.
يحدد التقرير سبع دول يحتمل استخدام اسلحة نووية ضدها بينها أربع دول اسلامية وثلاث عربية هي ايران وسوريا والعراق وليبيا وتضم الي جانبنا روسيا والصين وكوريا الشمالية. التقرير ليس هزلا فقد طلب البيت الأبيض من العسكريين الأمريكيين وضع خطط عاجلة لهذا الأمر، وحدد حالات استخدام الأسلحة النووية وحصرها في الصراع العربي الاسرائيلي. وكذلك هجوم الصين علي تايوان أو كوريا الشمالية علي كوريا الجنوبية.
هذا التقرير علي حد وصف أحد الخبراء الدوليين في الاسلحة النووية له مفعول الديناميت.. فهذا يجعل من الأسلحة النووية أداة حرب وليست أداة ردع.
نحن امام تهديد صريح ضد أي طرف عربي تحدثه نفسه بالتصدي لبلطجة الكيان الصهيوني ويطلق يده في العبث بمقدرات المنطقة العربية والإسلامية بشكل غير مسبوق. لم يعد من المجدي الآن الحديث عن أي دور للحكومات العربية والإسلامية مهما عظم اخلاصها.. فقد انتهي عصر الحكومات والجيوش وترسانات السلاح وجاء دور الشعوب كي تتصدي لبلطجة أمريكا بصدورها العارية.
تستطيع أمريكا ان تسيطر إن أرادت علي كل حكومات الدنيا لكنها في كل الاحوال لاتستطيع السيطرة علي ارادة شعب واحد. ولو حبست افراده كلهم في معتقل جوانتانامو اللعين
تــشــابـــــــــه !
الحياة :(الكاتب: رشيد خشانة ) لم يصل التشابه بين رئيس اميركي ورئيس وزراء اسرائيلي الي المستوي الذي بلغه الشبه بين جورج بوش وارييل شارون. فعلي رغم الفوارق في المظهر والسن والاصول الاجتماعية التي يتحدران منها، تتطابق المنطلقات ويتماهي الأسلوب وتتماثل الرؤية علي نحو يؤكد انهما ينتميان الي مدرسة سياسية واحدة. وصل المقاتلان الي الحكم في فترة واحدة وبصعوبات جمة، وتبلورت أوجه التشابه بينهما في مرحلة مبكرة، أي قبل أحداث 11 ايلول (سبتمبر) حتي باتا يشكلان ثنائياً متلازماً لا يذكر احدهما في نشرات الأنباء من دون ذكر الثاني.
كيف نسينا ان بوش اعتمد فور صعوده الي سدة الرئاسة قاعدة شارونية شهيرة هي الامتناع عن مصافحة عرفات؟ بل تعهد الانتقال من معبر الي معبر في كواليس الامم المتحدة، ان اقتضي الامر، لتفادي إلقاء السلام عليه او مصافحته!
وذهب بوش الي أبعد من ذلك في محاكاة الاسلوب الشاروني ففوض إجراء الاتصالات مع عرفات الي وزير خارجيته كولن باول أسوة بما فعله شارون مع ***ه اومري . عزا بعضهم أوجه الشبه المحيّرة بين بوش ورئيس الوزراء الاسرائيلي الي تقارب مستواهما الثقافي، فيما عزاها آخرون الي كونهما فازا بفارق ضئيل من الأصوات كاد ان يرجح كفة منافسيهما، مما رسخ لديهما عقدة النصر، واستطراداً السعي الدائم الي اثبات التفوق وقهر الخصوم.
وأياً تكن صحة هذه التأويلات فالثابت ان بوش وشارون يعتمدان في الدرجة الاولي علي أجهزة الاستخبارات والجيش في تنفيذ خياراتهما، ما جعل قواعد اللعبة السياسية تختفي وهامش المناورة مع الاطراف الداخلية والخارجية يتضاءل، كما لم يحدث في ظل أي ادارة اميركية وأي حكومة اسرائيلية طيلة نصف قرن. وواضح ان بوش يمضي أكثرية أيام العمل مع كبار المسؤولين في وكالة الاستخبارات المركزية ومكتب التحقيقات الفيديرالي، مثلما يستند شارون في بت غالبية الملفات والقضايا الي رأي موساد و شين بيت . وهكذا غدت الاجهزة الاربعة الاعمدة الرئيسية التي تقوم عليها السياسة هنا وهناك والتي اختزلت الي نهج قمعي صارم.
اما المساعد الاول المقرب الي بوش وشارون فهو في الحكومة، بل كثيراً ما يستحوذ علي صلاحيات وزيري الخارجية والعدل ليخاطب العالم باسم حكومته أو يطلق أيدي قواته لتقصف وتشن غارات من دون شفقة او رحمة، تحت عنوان واحد هو القضاء علي الارهابيين ، غير عابئ بهول الاضرار الجانبية التي تلحقها قواته بالمدنيين والمباني والمدارس والمستشفيات.
وليس وزير العدل وحده الذي أفل نجمه في هذه الاجواء، بل حتي أشهر قاضية اميركية، ماري جو وايت التي اشرفت علي مقاضاة مئتين من الارهابيين ، باتت تردد ان المحاكمات (العسكرية طبعاً) ليست كافية لردع الأعمال الارهابية ، وان من الضروري اللجوء الي رد عسكري منتظم . من هنا يتكرر خطاب الانتقام لتسويغ الحملات العسكرية لدي بوش وشارون، الي درجة ان الثأر بات الموجه الرئيسي الذي يحرك القرار السياسي، ويحدد نوع التعاطي مع المنظمات والدول الاخري، بل ومع الاشخاص، مثلما تجلي في الخطاب الذي ألقاه بوش أخيراً في ذكري مرور ستة شهور علي أحداث نيويورك وواشنطن، متوعداً بـ معارك خارج افغانستان أيضاً في المرحلة الثانية من حربنا علي الارهاب .
وهكذا يتبني منطق شارون الذي يعتبر ان المفاوضات تمر عبر الحرب وان قيادة مجتمع ديموقراطي لا تلزمه احترام القواعد الانسانية والاعراف الدولية، أياً تكن الانتقادات التي توجهها اليه المنظمات غير الحكومية أو حتي الاتحاد الاوروبي طالما يعتقد أنه قريب من النصر ولكن، هل الحق علي الزعيمين اللذين ينتميان الي هذه المدرسة الشارونية، أم علي الناخب الذي أوصلهما الي مقعد الزعامة؟