فَمِن عُمقِ مأساتهم وُلِدت حملة النصرة لإيواء فلسطينيي العراق، ومن رحمِ مُعاناتهم جاءت هذه السّلسلة المُترابطة "سلسلةِ الراصد" .. مكوّنة من مَجموعةٍ من الحلقاتِ تتحدثُّ عن الإنتهاكات من خلالِ شواهدَ مستوحاةٍ من عذاباتِ الفلسطينييّن العراقيين على أيدي الميليشيات الشيعية العراقية.. كلٌّ حسبَ مُصيبته .. و بكلماتٍ خطّوها و الدّمعةُ في عُيونهم .. و الأسى يلفُّ قلوبَهم .. و الأملُ بحلِّ قضيّتهم يعتلي رَغباتِهم .. و بصوتٍ لا يتجاوزُ صداهُ حدودَ المخيّم : أين الأمان و الحياة ؟
الحلقة الثالثة
"زواجٌ .. فرحةٌ بين آلام مخيم "
العمـر: 26 عامـاً.
الحالـة الاجتمـاعيـة: متزوج.
مكـان الاقـامـة الحـاليـة: مخيم التنف الحـدودي بين الحـدود السـورية العراقيـة.
رقـم الخيمـة: 27.
سأقصُّ عليكم في هذه الحلقةِ مقتطفاتٍ من معاناةِ الشابِّ الفلسطيني واللاجئ من العراقِ مهند أحمد عبد الله القنه
مهند الذي قدرَ َّاللهُ أن يكونَ زفافُه أول فرحةٍ وبسمةٍ تُرسم على وجوهِ اللاجئين منذ إقامةِ مخيَّمهم البسيط والأحزان والمصائب توشحُ حياتَهم اليومية..
تزوج مهند من إحدى بناتِ المخيَّم قبل شهرين تقريباً من تاريخِ كتابة هذه القصة.
مهند تعرضَ كغيرِه من شبابِ المخيم.. لاعتقالٍ واختطافٍ وتعذيبٍ داخل العراق المحتلِّ..حدثَ ذلك بتاريخِ 10-4-2006 على يدِ مجموعةِ من المسلحين التابعين للواء الصقرِ وتمَّ احتجازِه لمدة شهرين مع التعذيبِ القاسي والوحشي, الذي يتنافى مع قيمِ الاسلام العظيم, وذنبُه أنَّه فلسطينيّ..والفلسطينيّ في قاموسِ الجماعات الإجرامية التي تعيث قتلا واختطافاً في العراق "صدامي..تكفيري".
خلال اعتقالِه سُرِق هاتِفُه النقال وجميعُ الأموالِ التي كانت بحوزتِه, وهذا إنما يدلُّ على عقليةِ هذه العصابات التي لا تمتُّ للجهادِ والمقاومة بصلةٍّ, فهم مجموعةٌ من اللصوصِ وقطَّاعِ الطرقِ الذين لاهمَّ لهم إلا جمعُ الأموالِ وبأيَّةِ طريقةٍ كانت ولو بالتآمر مع الإحتلالِ على هذا الوطن.
بعد خروجِه من المعتقلِ تعرَّض َ مهندٌ وصديقُه لإطلاقِ نارٍ مباشرٍ, تُوفِّي صديقُه وأُصيب مهند الذي نُقل إلى مشفى في أبو غريب للعلاجِ من الإصابةِ.
وبعد شفائِه قرَّرَ الخروجَ من العراقِ وليدخلَ مخيم التنف بتاريخ 27-9-2006, لكنه لم يسلم هنا أيضاً من بطشِ قواتِ الاحتلال الأمريكي..التي تجرأت وقامت بإعتقاله وعدد من أبناء مخيمِ التنف وعلى بعد كيلو متر واحد من المخيم..وليتمَّ إطلاقُ سراحِه وإخوانه بمساعدةِ حرسِ الحدود السوري.
حيث كان يقطنُ مع مجموعةٍ من الشبَّان في خيمةٍ متطرفةٍ بعيدةٍ عن الأهالي سهَّلت للغزاةِ الأمريكان الذين تمادوا خارجَ حدودِ العراقِ من اعتقالِهم واحتجازِهم لساعاتٍ.
انتهى
مخيّم التنف – الحدود السّـوريّة العراقيـّة
و يُرجى ممّن اطّلعَ عليها و وجدَ فيها الخيرَ أن يَنشُرها حيثُ استطاع.)