بسم الله الرحمن الرحيم
***ي الحبيب ..
لقد صحوت اثر حلم لذيذ رايتك فيه .. رأيتك جئت إليّ ورميت بنفسك فى حضني على عادتك .. فشددتك الىّ بيدى .. وأنا أقول لنفسي لا أسعد أبني بهذه اللحظات ولو فى الحلم .. وعندما صحوت وجدت يدي مشدودتين إلى صدري .. وكأنك حقيقة فى حضن والدك.
أي بنيّ ..
لا تحسبن أنني فارقتك رغبت عنك .. وزهدا بك .. فمن يحبك إن لم احبك .. فأنت ***ي الوحيد فى هذا العالم .. وما جئت الا بعد ثمان سنوات طويلة من الانتظار .. كنت أسال الله وأتضرع إليه أطلبك منه حتى ر**ني بك فالحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات .
أيّ بنيّ ..
لا تحسبن أنني فارقتك لأنني لا احبك … أنا فارقتك لأنني وقفت على آية في كتاب الله عز وجل تقول ((قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ )) التوبة 24
فلما قرأت هذه الآية رغبت بما عند الله وفوضت أمري إليه ..
لم أزل أتذكر تلك اللحظات التي أدخلتك فيها الى غرفة أخرى دون ان تشعر حتى لا تراني خارجا وتبكى ورائي .. فما كنت سأطيق بكائك .. لو أنى سمعتك تبكى خلفي .. وانطلقت إلى الجهاد فى سبيل الله دون أن اسمح لنفسي بالالتفات خلفي .
واليوم قد وصلت الى المكان الذي طالما تقت إليه .. وددت أن اكتب إليك رسالتي لاسطّر لك فيها بعض الكلمات كيّ أقول :-
أنك ستكبر بأذن الله .. وسترى حال المسلمين .. وستجد انه لا سبيل لعزة المسلمين الاّ بالجهاد .. فأوصيك ان تلتحق بى يوم يشتد ساعدك … ويقوى جسمك .. حتى نواصل طريق الجهاد معا على جبهة واحدة .. أو انك ستصل إلى ارض الجهاد فتجد أباك قد أتخذه الله شهيدا عنده .. فتمر على قبرى .. وتطلب من الله عز وجل المغفرة والرحمة لى .. ثم تنطلق لتكمل المشوار فى درب الجهاد والاستشهاد ..
أيّ بنيّ الحبيب ..
سأنتظرك مهما طال الزمن ما دمت حيا .. فأذا التقينا فى الحياة الدنيا فسأفرح بك وتفرح بى … ونحمد الله عز وجل سويا على نعمة اللقاء … أو نلتقي يوم الحشر العظيم تحت ظل عرشه في الخالدين إن شاء الله .
أبوك المحب