تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » د.الأهدل: أثر التربية الإسلامية حقوق المُؤَجَّر والمملوك

د.الأهدل: أثر التربية الإسلامية حقوق المُؤَجَّر والمملوك 2024.

أثر التربية الإسلامية في أمن المجتمع الإسلامي (77)

المبحث السادس.. حقوق العبد على السيد، وحقوق المستأجر على المؤجر

وفيه خمسة مطالب:

المطلب الأول: تواضع السيد والمستأجر وعدم تكبرهما.

إن تواضع السيد مع عبده، والمستأجر مع أجيره، يشعرهما بالطمأنينة وعدم الحرج من العسر والفقر والرق، والتكبر عليهما يوحشهما، ويجعلهما يشعران بالاحتقار والسخرية، فتضطرب حياتهما ويعيشان كئيبين حزينين، وقد ذم الله تعالى المتكبرين، كما مدح المتواضعين ووعدهم الجزاء الحسن.

قال تعالى: (( وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ )) [الشعراء:215].

وقال في وصف المؤمنين: (( ..أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ )) [المائدة:54].

وقال: (( تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الأَرْضِ وَلا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ )) [القصص:83].

وفي حديث عياض بن عمار، رضي الله عنه:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في إحدى خطبه: ( وإن الله أوحى إليّ أن تواضعوا، حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد ). [مسلم (4/2198)].

وروى حارثة بن وهب الخزاعي، رضي الله عنه:
أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( ألا أخبركم بأهل الجنة؟ كل ضعيف مُتَضَعِّف، لو أقسم على الله لأبره، ألا أخبركم بأهل النار؟ كل عتل جواظ مستكبر ). [البخاري (6/72) ومسلم (4/2190) والجواظ الشديد الغليظ].

وفي حديث أنس رضي الله عنه، قال:
"كانت الأمة من إماء المدينة لتأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتنطلق به حيث شاءت". [البخاري (7/90)].

المطلب الثاني: أداء المستأجر حق الأجير وعدم ظلمه.

إن الظلم محرم، كما أن العدل واجب، وقد تواتر النهي عن الظلم في الكتاب والسنة، وإذا كان الظالم يظلم لقوته في الدنيا وقدرته على الظلم، فإن الله تعالى، وهو القادر المطلق الذي لا أقوى منه، يأخذ حق الضعيف المظلوم من القوي الظالم، إما في الدنيا وإما في الآخرة، ولا يجد ذلك الظالم من ينصره من دون الله..

(( ..وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ )) [الحج:71].

وقد حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من دعوة المظلوم على الظالم، وأن تلك الدعوة لا يحجبها عن الله شيء..

كما في حديث *** عباس، رضي الله عنهما:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ بن جبل حين بعثه إلى اليمن: ( واتق دعوة المظلوم، فإنه ليس بينها وبين الله حجاب ). [البخاري (2/136) ومسلم (1/50)].

وفي حديث أبي أمامة الحارثي، رضي الله عنه:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( من اقتطع حق امريء مسلم بيمينه، فقد أوجب الله له النار، وحرم عليه الجنة ) فقال له رجل وإن كان شيئاً يسيراً يا رسول لله؟ قال: ( وإن كان قضيباً من أراك ). [مسلم (1/122)].

وحذر الله تعالى من لم يعط الأجير أجره تحذيراً شديداً، فجعل نفسه خصماً له، كالغادر وبائع الحر..

كما في حديث أبى هريرة:
الذي يرويه الرسول صلى الله عليه وسلم عن ربه، قال: ( قال الله: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حراً فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيراً ولم يعطه أ جره ). [البخاري (3/41)].

المطلب الثالث: العفو عن الخادم، إذا أخطأ وعدم تأنيبه.

وقد سن رسول الله صلى الله عليه وسلم العفو مع خادمه، في أعلى صورة من صور العفو والتغاضي، حيث لم يكن يسأل خادمه: لم فعلت؟ أولم لم تفعل؟

كما في حديث أنس بن مالك، رضي الله عنه، قال:
"خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين، والله ما قال لي أفاً قط، ولا قال لشيء: ( لم فعلت كذا؟ وهلا فعلت كذا ). [مسلم (4/1804)].

وفي حديث عبد الله بن عمر، رضي الله عنهما:
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، كم تعفو عن الخادم؟ فصمت، ثم أعاد عليه الكلام فصمت، فلما كان في الثالثة، قال: ( أعفو عنه في كل يوم سبعين مرة ). [أبو داود (5/362ـ363) والترمذي (4/336) وقال: هذا حديث حسن غريب، وقال المحشي على جامع الأصول (8/48): وإسناده حسن، ورواه أبو يعلى بإسناد جيد].

ومعلوم أن العدد سبعين ونحوه، بكنى به عن الكثرة، مثل قوله تعالى: (( ..إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ.. )) [التوبة:80].

المطلب الرابع: أن ينفق على العبد أو الخادم ويطعمه مما يطعم وي**وه مما يكتسي.

وهذا هو الحد الأعلى من معاملتهما..
وقد حث رسول الله صلى الله عليه وسلم، على ذلك أصحابه، الذين كان يحرص على سموهم في المعاملة والسلوك..

كما حث على إعانتهم وعدم تكليفهم ما لا يطيقون، روى المعرور بن سويد، قال: رأيت أبا ذر وعليه حلة، وعلى غلامه مثلها، فسألته عن ذلك؟ فذكر أنه ساب رجلاً على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعيره بأمه، فأتى الرجل النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له.

فقال له – أي لأبي ذر – النبي صلى الله عليه وسلم: ( إنك امرؤ فيك جاهلية ) قلت: على ساعتي هذه من كبر السن؟ قال: ( نعم هم إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده، فليطعمه مما يأكل ولي**ه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم عليه ). [البخاري (1/80ـ81) ومسلم (3/1282ـ1283)].

والحد الأدنى..
أن يعطيه من ال**اء والطعام ما يكفيه، حسب قدرته..

روى أبو هريرة، رضي الله عنه، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا صنع لأحدكم خادمه طعامه، ثم جاءه به وقد ولى حره ودخانه، فليقعده معه فليأكل، فإن كان الطعام مشفوهاً قليلاً، فليضع في يده منه أكلة أو أكلتين ). [مسلم (3/1284) وهو شامل للخادم والعبد. ومعنى مشفوهاً: كثرت عليه الشفاه، ومعنى أكْلَة أو أكلتين: لقمة أو لقمتين].

وحذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من عدم الإنفاق على العبد..

كما روى خيثمة رضي الله عنه قال:
كنا جلوساً، مع عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، إذ جاءه قهرمان [أي خازنه ووكيله]. فدخل، فقال: "أعطيت الرقيق قوتهم؟" قال: لا، قال: "فانطلق فأعطهم"، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( كفى بالمرء إثماً أن يحبس عمن يملك قوته ). [مسلم (2/692)].

بل لقد أوجب بعض علماء المسلمين على السيد إعفاف العبد بتزويجه إذا احتاج إلى ذلك لئلا يقع في الحرام. [راجع المغني (8/254) ل*** قدامة].

جزاك الله خيرايا اخي
[moved]
بارك الله فيك وجزاك الله خير
الأخ حزن وفرح..

الأخ الشوق الزائد..

لكم الشكر على المتابعة..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.