ما زلت أذكر يوم انتابتني مشاعر الغيرة من اهتمام أمي بأبي المريض؛ فتمارضت لعلي أحوز ببعض اهتمامها.. وقتها جن جنونها، وقضت ليلة نابغية.. نسيت وقتها أبي بل العالم كله.. وكنت أنا وحدي في قاموسك يا أمي.. أشفقت عليها، ولكن ما حيلتي؟ سينكشف أمري؛ لذا كنت مدفوعا إلى أن أكمل الرواية إلى نهايتها.. تلك الرواية التي أحبكتها وأخرجت كل فصولها…
والآن مضت كل تلك السنين.. وما زلت أحِنّ إلى خبز أمي.. إلى أن آوي إلى صدرها الحنون؛ لأنفض عن نفسي غبار الهموم.. فسلام عليك يا أمي في كل وقت وفي كل حين.. سلام عليك ما دمت حيا، وما دام في القلب نبض الحياة…