تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » ثغوووور

ثغوووور 2024.

الثغـــور…

الدكتورة/أفراح بنت علي الحميضي

هل يمكن أن نحصر الثقة بحجم له أبعاد رياضية يقاس بالأرقام؟ لا أعتقد ذلك، فالثقة التي ينالها أي شخص لها حجم معين وهو حجم معنوي مبني على قدرات واستعدادات ووظائف جسمية ونفسية، وهي قائمة على أداء الواجبات قبل المطالبة بالحقوق ومعتمدة على قاعدة لا إفراط ولا تفريط .

وحتى ي**ب الإنسان ثقته بنفسه عليه أولاً أن يؤدي حق نفسه وحتى ي**ب ثقة غيره به عليه أن يراعي حقوق الآخرين في الشخص أو بتوسيع حجم هذه الثقة سيؤدي حتماً لخسائر للطرف الآخر أو على ذات الشخص وهي خسائر قد تكون غير منظورة أو غير آنية لكنها خسائر، بينما تظل الأرباح رغم هامشيتها خاضعة لعملية تضخيم إعلامي وتلميع إعلاني واسع يخدع الأبصار حتى إذا قرب إليه الحاذق الفطن لم يجده شيئاً .

وبعيداً عن هذا السياق النظري، نرى تاريخ الحركة النسائية العالمية مثالاً تطبيقياً لاستغـلال الثقة للحصول على مكتسبات هاشمية رثة الهيئة متعثرة الخطى منت**ة المفاهيم .

فالمرأة الغربية استغلت ثقة الرجل بها للحصول على ما تراه م**باً لها حين أهينت كرامتها وإنسانيتها داخل مجتمعها وزمنها هي، وجعلت من ذلك حبلاً تجره كلما أرادت أن تحصل على تنازلات من الرجل عن حقوقه لت**ب هي بدافع أنها أهل للثقة.

فلا كلمة للرجل عليها..ولا تدخل من الرجل بأحوالها حتى لو كان هذا الرجل زوجاً أو والداً فإذاً هي تعمل لوحدها، تسافر بمفردها. تسكن مستقلة عن أسرتها تصادق من شاءت. تقيم أي علاقة بمن شاءت، تعمل ما تريد، تخلت عن تربية أبنائها وعن أسرتها وعدت ذلك قيداً يعيق تقدمها وحاجزاً على طريق نهضتها.

وبعد هذا الركض هـرولت بعض المهووسات المفتونات بالنموذج النسائي الغربي خلف ذات الخطوات دون نظر أو فحص للنتائج التي وصلت إليها تلك المرأة.

فأرادت المهووسات أن يستطلعن بقامتهن فإذا بهن قد قلعن من جذورهن .

وعقدت المؤتمرات خفية وعلانية وأدبرت الندوات. ودبجت المقالات لتطارد مجداً سراباً يعتقد أن المرأة الغربية قد وصلت إليه، وبينما المهووسات يركضن ويتراكضن ويندبن حظوظهن العاثرة وحقوقهن السلبية. تقف المرأة الغربية لتعيد حساباتها، فإذ ذاك المجد وهم، وتلك الحرية عبودية لشهوات الجسد والنفس .وبدأت الصيحات تتعالى في الغرب المرأة ذاتها (أعيدوني للمنزل) (اشتقت لأطفالي : أنا بحاجة لهم)، وأصبح غذاء الأسر حول مائدة واحدة احتفالية تسعى لها كثير من الأسر، وبدأت الأبحاث تزداد حول اجتماعية الأسرة والعوامل التي تساعد على بقاء كيان الأسرة والعوامل وما إلى ذلك من الدراسات والأبحاث التي تدعم إحساس الغرب بالمشكلة.

وبينما هم يسعون لذلك تمضي المهووسات اللاهثات خلف السراب لا يقدرن خطورة المرحلة التي تمر بها الأمة ولا ينظرن كيف م**ت الأربطة الأسرية ولا كيف شوه الجمال بدخان المصانع، ولا كيف أهمل البناء الاجتماعي فانهارت العلاقات الاجتماعية عامة والزوجية خاصة.

ولا كيف أهمل الأبناء حيث تركوا فريسة الوحدة وسوء التربية والأمراض النفسية.

ولا للقيم التي ذابت في براميل الماديات.

ولا للأمراض التي نشبت كناتج معلوم للحريات الجنسية، ولا للعادات التي تنكر لها، بل ولا للشرائع التي انتهكت أقول، لم ينظرن لذلك كله، والسعيد من وعظ بغيره، فمن الطبيعي أن يخطئ الإنسان لكن ليس من الطبيعي ألا يتعلم من أخطاء غيره.

وعدم الإحساس بالثروة التي بين يدي أي إنسان هو الغفلة بعينها، فما منحه الإسلام للمرأة من حقوق وثقة لم ولن تستطيع أي شريعة أن تصل إليه هو ثروة فرطت بها المهووسات فمن ينتقص من حقوق المرأة التي أقرها الإسلام هو هاضم لتلك الحقوق. ومن يطالب بأكثر مما أعطاها الإسلام هو اعتداء على حق.

شهادة المرأة نصف شهادة الرجل.. حقيقة.

وذاكرة الرجل أقوى من في ذاكرة المرأة.. حقيقة.

وعضلات الرجل أقوى من المرأة.، حقيقة.

والمرأة بحاجة لقوامة الرجل… حقيقة.

والأصل في عقد الزواج البقاء والديمومة القائم على السكن والمودة لا على التحرر والانقياد للشهوات.. حقيقة.

والأصل في خلق الله للبشر أن يجعلهم زوجين ذكر، وأنثى لا جنساً واحداً، حقيقة لا بد أن يذكرها كل ذي وذات عقل راشد.

وماذا بعد؟ سعت الغربية لتحقيق شخصية مستقلة عن نساء الأرض وطفقت المهووسة خلفها لتكون نسخة كربونية عنها.

فماد الزي في ذا الزي، وإذ التفكير هو التفكير، وإذ تصفيف الشعر يشبه تصفيف شعرها. فلا تفرد بالطموحات ولا تميز بالآمال، ولا إحساس بعظم المسؤولية.

وماذا بعد مرة أخرى؟ هل من الممكن أن تنجب المهووسات بالنموذج الغربي جيلاً يقدر الأصالة ويرعى الجذور ليقف شامخاً صلباً في زمن الانحناءات..،، رعاكم الله.

مجلة الدعوة/العدد: 1730

والله الموفق

الحسام بارك الله فيك وجزاك الله خير وجعله الله في ميزان حسناتك
بارك الله فيك أختي
الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.