في البدء لابد من القول أن أحلام قوات الاحتلال وحكومة إياد علاوي بالقضاء على المقاومة العراقية ستتحول إلى كوابيس تقض مضاجعهم لأنهما وان تمكنتا من الدخول إلى الفلوجة بحكم الفارق في القدرات العسكرية والدعائية فان أبناء الفلوجة سيعاودن استرداد مدينتهم ويحكمون القبضة عليها مهما حصل . ذلك أن المقاومين في الفلوجة لم يغب عن أذهانهم السيناريوهات الأميركية التي تعد ضدهم منذ اشهر خلت ، وهم على معرفة تامة بما ستؤول إليه الأوضاع فيما لو حدثت المواجهة المسلحة ، لذا فيمكن التأكيد على أن المقاومين من أبناء المدينة لم ولن يلقوا بثقلهم الكامل في تلك المعركة ولابد لهم من إبقاء قواهم منتشرة في اكثر من منطقة خارج الفلوجة حتى تتم مشاغلة العدو من اكثر من جهة لإرباك صفوفه وتشتيت ساحة المواجهة وتعميمها إلى مدن قريبة لا تقل بغضا وكراهية للأميركان وعملائهم ، بالإضافة إلى التهيؤ للعودة إلى الفلوجة والسيطرة عليها من جديد كجزء من تكتيكات الكر والفر في المعارك التي باتت المقاومة العراقية تتقنها جيدا . وفي حقيقة الأمر فان قوات الاحتلال تدرك هذه الحقيقة جيدا ولكنها تهدف من وراء هذه العملية إلى تطويع المدن العراقية وترهيب أبنائها من جهة وترغيبهم في الدخول إلى الانتخابات العراقية المزعومة بالإضافة إلى تقديم إياد علاوي وشركاؤه كقيادة قوية تتمكن من فرض أرادتها على جميع القوى الخارجة عن أهدافها وتوجهاتها التي يرسمها المحتل إليهم وما عليهم سوى الطاعة العمياء ليحافظوا على كراسيهم التي ما كانوا ليصلون إليها لولا خضوعهم التام لإرادة المحتل ؟
ومهما كانت النتائج في الفلوجة فان العلامة الأبرز فيها هو أن تلك العمليات سوف تسهم في زيادة الحنق والكراهية ضد قوات الاحتلال وحكومة إياد علاوي ، ويمكن لها أن تدفع بمزيد من العراقيين إلى الان***ط في فصائل المقاومة المسلحة ثارا لإخوانهم وأبناء عمومتهم من أهالي الفلوجة الذين كانوا نموذجا للصبر والصمود والدفاع حتى الموت عن العرض والشرف والأرض ، وتلك لغة لا يفهمها المحتل ولا من جاء معه . ولن تتمكن قوات الاحتلال من السيطرة على الفلوجة إلى نهاية المطاف ، ولن تؤدي هذه العمليات إلى إبعاد العراقيين عن المقاومة لان الفلوجة كانت السباقة في المواجهة ومنها تطورت ونمت المقاومة العراقية لتشمل أغلبية المدن العراقية ، والشرارة التي انطلقت من الفلوجة اشتعلت الأرض العراقية تحت أقدام قوات الاحتلال ، ولن تنطفئ تلك النار بمجرد أن تدخل الدبابات الأمريكية في الفلوجة . وما يؤكد كلامنا هنا أن إياد علاوي إدراكا منه لهذه الحقيقة [ وان لم يعترف بها] أعلن قانون الطوارئ في جميع المدن العراقية باستثناء كردستان حتى يتمكن من السيطرة على ردود الفعل الغاضبة التي ستنتج عن اقتحام الفلوجة وإبادة أبنائها ؟ .
إذن لم تعد الفلوجة وحدها معقلا للمقاومة العراقية ، فهي وان كانت الأولى لن تكون الأخيرة بالتأكيد . إلا أن سلطات الاحتلال وحكومة علاوي تهدف إلى استعراض قواتها أمام العراقيين قبل الانتخابات التي يعترض عليها ملايين العراقيين وأعلنت الكثير من القوى السياسية العراقية عن مقاطعتها ، وأخرها هيئة علماء المسلمين التي دعت العراقيين جميعا إلى مقاطعة الانتخابات . أما حكومة إياد علاوي فإنها لن تكون خاسرة من مقاطعة العراقيين للانتخابات بل ستكون المستفيد الوحيد منها ، طالما أنها ستبعد الأطراف المناوئة لها عن المنافسة وهو ما يفتح الباب على مصراعيه لإعادة مهزلة تشكيل الحكومة المؤقتة ويعيد الوجوه العراقية السابقة المؤيدة لقوات الاحتلال إلى سدة الحكم ، ولكن دون أن تأمن على حياتها ومستقبلها الذي سيظل رهن تطور المقاومة العراقية التي أعلنت أن الانتخابات لن توقف برامجها السياسية التي تقوم على مواصلة المقاومة حتى التحرير .
علي الجابري
كاتب وصحفي عراقي
وسنظل مقتنعين ان ما يحدث في العراق فقط لا غير جهاد في سبيل الله … كيف لا ونحن نرى الغزاة وقد احتلوا هذا البلد المسلم … فقتلوا اهله .. وسفكوا دمائهم .. وانتهكوا اعراضهم … وهدموا بيوتهم وبيوت الله تعالى
الله أكبر .. والنصر للاسلام والمسلمين … ولكن المنافقين لايعلمون
اللهم اعز الاسلام والمسلمين واذل الشرك والمشركين
اللهم انصر اخواننا في العراق و فلسطين و افغانستان و الشيشان
اللهم اعز الاسلام والمسلمين واذل الشرك والمشركين
اللهم انصر اخواننا في العراق و فلسطين و افغانستان و الشيشان