تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » الشخصية المتوازنة

الشخصية المتوازنة 2024.

  • بواسطة
شخصية الإنسان متأثرة بأركانها الأساسية [ من الروح ، والنفس ، والعقل ] سلباً وإيجاباً ، فأي خلل في الأركان الثلاثة يؤدي إلى ضعف ملحوظ في جانب من جوانب الشخصية ، وذلك حسب المرحلة العمرية ، ومستوى الإدراك والاستيعاب والبيئة المحيطة والأصول الفكرية والثقافية . لذا ترى أن الدراسات والعلوم النفسية والاجتماعية والتربوية والإدارية كثيراً ما تتحدث حول هذه الجوانب من الشخصية ويعطيها شيئاً من الأصول العلمية والشرعية .
وتدرس الشخصية بكل أنماطها وخصائصها وضعفها وقوتها للوصول إلى بيان شاف حول تأخر الفرد وارتقائه .
والشخصية المتوازنة من تلك الشخصيات الإيجابية والمقبولة عند الله وعند الناس ، فلا بد للمسلم الواعي أن يتحلى بصفاتها ويلتزم بقوالبها ويتقدم نحوها .

خصائص الشخصية المتوازنة

أ- التفاعل المتوازن
وذلك حسب الشروط والضوابط لأن هناك أوقات أو أحداث أو مواقف يتفاعل المرء بعيداً عن التوازن ، ويقع في شباك التهور والاستعجال ، فيتأصل السلبية في ذاتيته .
لذا لابد من تفاعل الشخص المتوازن حسب الظروف والواقع ودرجة الحاجة ونوعية الموضوع، سواءً كان في مجال من مجالات الحياة أو مع الأشخاص والأشياء .
وذلك وفق الأمثلة التالية
ـ حين اختلاط الأمور وغموض المفاهيم .
ـ البدء بالتنفيذ
ـ الجذب بين أمرين وتفاعل المرء بين واجبين .
ـ وفي حالات المنافسة والصراع.
ـ في مواجهة الصعاب والمواقف الحرجة .
هذه الحالات كأمثلة على كثير من المجالات تطلب من الشخص أن يكون متوازناً في تفاعله وتصرفه

ب- الإنتاجية
وهي الشخصية المنتجة لأنها يتحرك حسب القوانين وسنن الحياة ويستخدم كافة عوامل الخير في ذاتيته في سبيل الوصول إلى أهدافها السامية .
والإنتاج يأتي حسب المطالب والغايات ووفقها يتحرك المرء وينتج ، سواءً كان في ميدان مادي أو اجتماعي أو سياسي .. .. الخ والأحسن أن يتحرك حسب فقه الأولويات والموازنات .

ج- المرونة
إضافة إلى أن المرونة من الصفات الجذابة وهي أيضاً تأتي بمثابة أرضية للصفات الأخرى ، لأنها تعطي الشخصية مفاتيح التحكم في أنواع من أساليب التعامل والتفاعل ، وبامتلاك هذه الصفة يتمتع الشخصية بالقدرات التالية :
1- القدرة على التكيف والتأقلم .
2- القدرة على التخطيط الواقعي الناجح .
3- القدرة على التعامل في كافة الظروف ومع مختلف النفسيات .
4-القدرة على التغيير الإيجابي .
5- القدرة على مواجهة الصدمات والمفاجآت .
6- القدرة على التحول في مجالات العمل .
7- القدرة على التحكم في الوسائل والأساليب .

د-استثمار التجارب الذاتية والاستفادة من تجارب الآخرين.
_ وهذه مسألة متبعة في حياة الشخصيات الناجحة والمبدعة حيث يستفيدون من كل ما يسمعون ويقرأون ويرون ، يتجنبون السلبي السيئ ويتبعون الأحسن الإيجابي وكذلك يستثمرون ما عندهم من تجارب وقدرات ناجحة في مجالات مختلفة من الحياة .
وتأتي التجارب حسب اهتمامات الشخصية وحسب الواقع والظروف .
فالشخصية المتوازنة يستفيد في كافة الميادين حسب ضرورات الحياة :
من حلول للمشاكل ،
وإنجاح المشاريع ،
وتسهيل الأمور ،
وأساليب التعامل ،
ونوعية العلاقات.
و أيضاً الاستفادة من التجارب مسألة واضحة ومتبعة في المنهج الإسلامي الرباني بمصدريه الكتاب والسنة .
حيث يعلمنا القرآن باستمرار أن ندرس ونعتبر ونستفيد من تجارب الرسل عليهم الصلاة والسلام وتجارب الأمم ممن كان قبلنا [ وكلاً نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين ] سورة هود [لقد كان في قصصهم عبرة الأولى الباب ]
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم كثيراً ما يضرب الأمثال ويتحدث عن الذين كانوا قبلنا سواء كان للاقتداء أو للعبرة مثل ثلاث الذين دخلوا الغار، أو حتى الرسول نفسه كان يستثمر ويستفيد من تجارب واقعة ومسألة تلقيح الأشجار معروفة في السيرة النبوية .
عموماً هذه مسألة مقبولة ومؤيدة من قبل الدين الحنيف وكل عقل سوى ناضج
والشخصية المتوازنة يستفيد من هذه المسائل بشكل متوازن ويتعامل معهما أيضاً بالتوازن دون إفراط وتفريط أو تعصب لمسألة ما.

هـ – التفاعل الاجتماعي
لأهمية الصفة لا بد من الاهتمام الخاص والمتميز بها لان الإنسان اجتماعي بالطبع أو أن الطبيعة الاجتماعية يعطي للإنسان صفة العقلانية والروحية وموازين النفسانية وكيفية التعامل مع بني جلدته ،
لذا لابد من التعامل حسب الواقع والمطلوب شرعاً وإنسانياً .
ونستطيع أن نقول بأن الصفة الاجتماعية صفة جامعة لأكثر من ميادين الحياة و في كثير من الأحيان هي الأساس وهي المغناطيس العملاق للتجمع والانسجام والتقارب.
ولهذا لابد للشخص الواعي أن يتفاعل مع قوانين هذه الصفة ومع هذا العامل الأساسي للقبول والتأثير. ولتسهيل عملية هضم هذا التوجه نقول أن الأسس
المتينة في هذا الميدان :ـ
1- الشعور بالانتماء الاجتماعي .
2- الاهتمام المتوازن بدائرة العواطف .
3- القيام بالواجبات الاجتماعية .
4- عدم هضم حقوق الحياة الاجتماعية بحجج المشاكل الجانبية .
5- تقسيم الدوائر الاجتماعية من الأقرب إلى الأبعد وفق تخطيط متوازن .
6- الصبر على المشاكل الاجتماعية وذلك بروحانية عالية وتفاهم واقعي .

ووفقني الله وإياكم لما فيه الخير

صوت الغرب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.