قال صلى الله عليه و سلم: لقد سألت عن عظيم, و إنه ليسير علو من يسّره الله تعالى عليه:
تعبد الله لا تشرك شيئا, و تقيم الصلاة, و تؤتي الزكاة, و تصوم رمضان, و تحج البيت.
ثم قال صلى الله عليه و سلم: ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جنة, و الصدقة تطفىء الخطيئة كما تطفىء الماء النار, و صلاة الرجل في جوف الليل , ثم تلا: ( تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً و طمعاً – حتى بلغ يعملون).
ثم قال صلى الله عليه و سلم: ألا أخبرك برأس الأمر و عموده و ذروة سنامه؟
قال معاذ: قلت: بلى يا رسول الله.
فقال صلى الله عليه و سلم: رأس الأمر الإسلام, و عموده الصلاة, و ذروة سنامه الجهاد.
ثم قال صلى الله عليه و سلم: ألا أخبرك بمِلاك ذلك كله؟
قلت: بلى يا رسول الله.
فأخذ بلسانه و قال صلى الله عليه و سلم: كفَّ عليك هذا.
قلت: يا رسول الله و إنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟
فقال صلى الله عليه و سلم: ثكلتك أمك يا معاذ, و هل يكبُّ الناس في النار على وجوههم – أو قال على مناخرهم- إلا حصائد ألسنتهم.