السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد الله العلي التواب, منزل الكتاب, مجري السحاب, هازم الأحزاب, الذي خلق الداء وخلق العلاج, لأن الإنسان له محتاج, والقرآن لنا خير علاج, لأنه دستورنا والمنهاج.
والصلاة والسلام على سيد العرب والعجم, الذي جمع في كلامه العلوم والحكم, وجعل العسل علاج إذا عرى البطن ألم, وهو لا يحتاج إلى تعريف فهو العلم. وعلى آله وصحبة خير الأمم, الذين عانقت أكتافهم القمم.
أما بعد:ـ
فإن السلام وإن أهداه مرسله *** وزاده رونقاً منه وتحسينا
لم يبلغ العشر من قول يبلغه ** أذن الأحبــة أفواه المحبينا
آخيتمونا على حب الإله وما ** كان الحطام شريكاً في تآخينا
فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ثم أما بعد:ـ
فإن من المعلوم أن لكل مرض علاج, ولكل علاج طريقة ومنهاج, ومن المعلوم أيضا ً أن الأمراض نوعان حسية ومعنوية, فأما الحسية عليك بالعيادة الطبية, و أما المعنوية فيحتاج لحلها تأني ورويه.
ومن المنظور المحسوس, أن كل مرض يعطل جزء من العمل والإحساس, فإذا أصيبت اليد بال**ر فلا تستطيع حمل الأثقال, وإذا تغيرت نبرة الصوت وقل الكلام دل ذلك على السعال, وإذا أصيب الحلق بالالتهاب قل الأكل. وهكذا كل مرض يصيب الجسم يعطل لديه عمل من الأعمال.
ومما يعرفه الأغلبية أن هناك أمراض قاضيه, كالسرطان ونقص المناعة المكتسب (الإيدز) والتهاب الكبد ……. الخ.
كل هذه الأمراض أعاذنا الله وإياكم منها قاضيه تؤدي إلى الموت أو إلى تعطيل كل عمل الإنسان. فيجب الحذر منها والبعد عن مسبباتها, وإذا أصيب (س) من الناس بها يجب عليه أن يعالجها بأسرع وقت وإن قيل كيف أعرف هذا المرض مبكرا ً ؟ أقول بالفحص الدوري.
كل ما ذكرته هو عن الأمراض الحسية, لكن الأهم منها في الأمراض المعنوية, التي تسبب آثار حسية, وهي كلامي في هذه السلسلة إنشاء الله بعنوان الأمراض القاضية على عطاء الداعية, فهي أمراض خطيرة إذا أصابت الداعية, يجب البعد عنها والحذر منها, ومعالجتها في بداية وجوده, وإذا قيل كيف أعرف أنها موجودة؟ أقول بالمحاسبة اليومية.
فمن منطلق حب الخير وأن لا ينزلق الدعاة في هذه المنزلقات, ويصابون بهذه الأمراض, كانت هذه السلسلة من الدروس. التي سأذكر فيها إن شاء الله أمراض يصاب بها الداعية فتقضي على عمله الدعوى وسأحاول تبين العلاج.
فالداعية هو الذي يسد الثغرات في سفينة المجتمع, فإذا أصيب بهذه الأمراض وقضت على عمله, غرقت السفيه ومن فيها.
هذا والصلاة والسلام على خير الأنام وآله وأصحابه الكرام ما غرد الحمام.
كتبه: سالم عيسى الحضيري .