ويعاني الغوريلا المسن من سرطان الجلد، ويتوقع رحيله خلال أسابيع، كما يقول المسؤولون عن حديقة حيوان برشلونة·
وقال أحد مسؤولي بلدية المدينة ”لن يتسامح الناس معنا لو منعناهم من توديع الحيوان الذي يحبونه ويعرفونه باسم كوبيتو”·
والغوريلا ليس نجم حديقة الحيوان في برشلونة وحسب، بل هو أيضا حيوان فريد علميا، ويتمتع بشهرة عالمية، وقد ظهر على أغلفة مجلتي باري ماتش الفرنسية والناشيونال جيوجرافيك الأميركية·
وعندما ولد الحيوان الأبيض اللون والأزرق العينين في الغابات الممطرة في منطقة جنوا الاستوائية في أفريقيا الوسطى، لم يتوقع أحد أن يصبح شهيرا، بل أن يموت مبكرا·
وقد مات أبواه في عام ،1966 عندما أطلق مزارع النار عليهما لتحميله إياهما مسؤولية سرقة محصوله من الموز، وكان لون اليتيم الأبيض يجعله صيدا سهلا للمفترسين·
ولكن المزارع بينيتو مان استولى على الغوريلا الصغير الغريب الشكل، وأخذه معه إلى جوري سافاتير بي، وهو خبير إسباني في الثدييات يعمل في مركز للأبحاث في أفريقيا الوسطى، والتي كانت آنذاك مستعمرة أسبانية· وعندما أعلن المزارع أن لديه غوريلا بيضاء للبيع، ظن الناس في مركز الأبحاث أنه سكير·
وفي نهاية المطاف، حل الغوريلا ذو اللون الثلجي في حديقة حيوان برشلونة، جاذبا إليه الزوار القادمين من مختلف أنحاء العالم·
وظن البعض أن فراءه قد تم تلوينه بمواد كيماوية· وتعتقد أشد الفرضيات غرابة أن كوبيتو هجين بين غوريلا سوداء ورجل أبيض·
وفي البداية كان كوبيتو عدوانيا، ثم ما لبث أن هدأ في ظل رعاية ماري جارسيا لويرا، وهي زوجة الطبيب البيطري في حديقة الحيوان، والتي حرصت على رعايته كطفل لها، وكانت تهدهده حتى ينام·
وقاومت حديقة حيوان برشلونة عروضا لبيع كوبيتو دي نيف لقاء مبالغ ضخمة، أو لمشاركته في أفلام سينمائية أميركية، أو في حملات ترويجية يابانية·
وتشوقا لاستيلاد غوريلا أبيض آخر، عمل المسؤولون عن الحديقة على تزويجه بثلاث إناث، ولكن لم يحمل أي من أبنائه العشرين لونه غير العادي·
وكوبيتو هو الغوريلا الوحيد في العالم المعروف بمعاناته من سرطان الجلد، وهو المرض الذي يعزو الخبراء إصابته به بسبب حالته كحيوان أمهق(شخص أو حيوان لبني البشرة أبيض الشعر قرنفلي العينين)·
وفي الآونة الأخيرة، أجريت لكوبيتو عملية جراحية لعلاجه من إعتام عدسة العين، ولكن الأطباء البيطريين يقولون إن سرطان الجلد لا يمكن وقفه· وهم يستخدمون المسكنات للتخفيف من شدة أعراض المرض· وقد عاش هذا الغوريلا الأبيض لسن الأربعين، وهو عمر نادر بين القرود، ويعادل الثمانين عند البشر·
وستحتفظ حديقة الحيوان بعينات من الدي إن أي الخاصة به، ولكن الخبراء يقولون أن تقنية الاستنساخ لا تسمح بإنتاج كوبيتو آخر·
وبالرغم من شعوره بالسأم وتعكر المزاج في بعض مراحل حياته، فإن كوبيتو أصبح لينا بمرور السنين، ويمضي وقته في اللعب مع أحفاده·
وقال جوردي بورتابيلا رئيس مجلس الحديقة، ان الغوريلا الأبيض يتمتع وهو مشرف على الموت بأجمل الأوقات في حياته، حيث تصطف طوابير طويلة أمام قفصه·
تنهدت طفلة صغيرة أمام قفصه وقالت” هذه آخر مرة أراه فيها·”
وفي نفس الوقت، يسعى المسؤولون عن مدينة برشلونة لإطلاق اسمه على شارع، أو تكريمه بنصب تمثال له·
========================
منقول من جريده الاتحاد