تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » أنا . والأبواب الخمسة المغلقة !!!

أنا . والأبواب الخمسة المغلقة !!! 2024.

كنت مستلقية على الأريكة أحدق في السماء الزرقاء وأمعن التفكير في
المساحات الهائلة التي تكمن خلفها ..
ولم يمض علي طويل وقت حتى رأيت فيما يرى ( المستيقظ )
أنني أسير في صحراء قاحلة وأحث الخطى نحو لا شيء !!
وقد بلغ بي العطش مبلغه حتى لم أعد أقوى على متابعة السير ..
فدعوت الله ألا يطول بي المسير قبل أن أجد منهل ماء عذب أرتوي منه .

فرأيت على البعد بناء عظيما بدا كقصر منيف فأقبلت نحوه حتى وقفت أمامه
وبي من العجب الشيء الكثير ! ولم أكد أخطو خطوتين حتى تراءى لي نهر يخترق
هذا القصر الشامخ .. يلوح بياضه كأنه فضة مذابة ! فهممت بالقفز فيه والشرب منه ..
ولكن منظر تلك الأبواب الخمسة المغلقة على الجهة المقابلة كان يغريني بالتقدم نحوها
وفتحها للكشف عما يقبع وراءها ! وحدثت نفسي بأني قد أغنم غنما من ورائها ..
فتناسيت ما بي من ظمأ وحثثت الخطى باتجاه الأبواب ..

* الباب الأول
وصلت إليها وتوقفت أمام الباب الأول .. كان عاليا جميل اللون فدفعته ودخلت ..
وما إن تقدمت حتى وجدت نفسي في غرفة صغيرة رائعة البناء تزينها من الزخارف
ما يبهج النفس .. ولكنها لا تتسع لاثنين ولا يوجد بها منفذ هواء ..
وفوق ذلك كان الدخان القاتم يملأ جوها والرائحة الكريهة تزكم الأنوف !
فتملكني خوف وضيق وبدأت أشعر بالاختناق .
فماذا أفعل بجمالها وزخارفها والخوف والدخان يكادان يفتكان بي ؟!!
ولم أكد أتم تلك الكلمة في نفسي حتى شعرت بالأرض تميد بي من تحتي ..
وبدأت في التصدع وكدت أهوى لولا رحمة من ربي ..
فأسرعت الخطى باتجاه الباب الثاني لاهثة الأنفاس ..
فأهويت بجسدي أمامه غير مصدقة أني نجوت ..

* الباب الثاني
كان عاليا **ابقه ولكن لونه أسود قاتم .. لم أعبأ بلونه فعبرته نحو الداخل ..
غرفة أخرى تنتظرني .. ولكنها لم تكن كالغرفة السابقة ..
فقد كان كل ما فيها ينطق بالكآبة .. وأرضيتها من الخشب البالي الذي تخرمته الأرضة !!
وألوانها لا تقل قتامة عن بابها ولا يمكن بحال من الأحوال رؤية أي شيء بها ..
فغادرتها في لمح البصر … وكنت في طريقي إلى الباب الثالث .

* الباب الثالث

كان لونه ضبابيا حزينا .. وما خلفه ليس بأحسن حال منه !
غرفة صغيرة باردة ي**وها الجليد .. وألوانها باهتة ..
أو بالأصح ليس لها لون .. فكأن رساما سكب على حيطانها ألوانه في لحظة يأس ..
ثم أخذ يحرك فرشاته يمنة ويسرة وصعودا وهبوطا بدون وعي ..
ثم عاد ومسح كل ذلك بخرقة بالية !!!
لم أطل المكث بل غادرتها غير آسفة حتى وصلت إلى الباب الرابع ..

* الباب الرابع

كان يشبه الباب الأول إلى حد كبير ..
ولكن الاختلاف بينهما يكمن في أن الغرفة القابعة خلفه لم تكن كريهة الرائحة **ابقتها ..
ولم يكن الدخان يملأ جوها ! بل على الع** من ذلك ..
كانت واسعة ورائحة زكية تعبق المكان ..
وفوق ذلك كانت تتدلى من سقفها أحجار صغيرة لها ألق يخلب الأبصار ..
فمددت يدي إلى إحداها فكاد نورها يذهب ببصري !
فلم أشعر بنفسي إلا واقفة أمام الباب الخامس والأخير .. إنه الفرصة الأخيرة ..

* الباب الخامس

لم يكن من أروع ما رأيت !! ولكني شعرت أمامه بجاذبية تشدني إليه شدا !!!
فخيل إلي أنه يمد إلي ذراعيه ويدعوني إلى الدخول ..
كان بريقه يتعمد إصابتي بين أضلعي لكأنما يريد إصابتي في مقتل .
فدخلت مأسورة ببريقه …. وإذا بي أجد نفسي في غرفة تلمع لمعانا عجيبا !
كل ما فيها جميل ينطق بالحياة .. لم تكن تزينها الزخارف الجامدة الصماء ..
بل كانت الأزهار المتعددة الأشكال والألوان والروائح هي التي تزينها ..
وأطايب المسك والعنبر هي التي تنشر أريجها .. وأكثر عجبي كان من تربة أرضها !!
فلم تكن أرضها مرصوفة بالرخام أو الخشب كغيرها ..
بل كانت تربة تنبت كل لحظة زهرة أو نبتة أو شجرة تلقي بطرحها أمامي وتحت قدمي !!
فأقطف منها ما لذ وطاب ..فلم تزدني لذتها إلا عطشا ..
ولم أزل أهفو إلى قطرة تبل أحشائي !!
أيعقل ألا يوجد في هذه الجنة الرائعة قطرة ماء أروي بها غليلي ؟!
رحماك ربي .. وأغمضت عيني في خشوع وتضرع لرب العزة ..
ولما فتحتهما كان باب أكبر وأعظم من كل الأبواب قد بدأ يفتح أمامي من
الجهة المقابلة شيئا فشيئا حتى افترّ عن ……….!!
عن … النهر الذي رأيته أول مرة !! حقيقة لم أفكر في الشرب منه !!!!
فلات وقت تفكير .. كل ما أذكره هو أنني ألقيت بالجسد المضنى عطشا وإعياء
وسط المياه العذبة .. وتركت لنفسي المتعبة فرصة الشرب لحد الارتواء …
فلله الحمد والمنة .. !
القاموس ..
* النهر = السعادة التي ينشدها الإنسان ! هي بين يديه ويستطيع الوصول إليها
من أقرب الطرق … ولكن من ديدن *** آدم حب التجربة !!

الباب الأول = المعصية .. فهي تزين العمل الخبيث السيء لصاحبها ..
وتحول حياته إلى جحيم لا يطاق ولو بدا له غير ذلك … فلذتها خادعة زائلة ..
حقيقة أنها تمتعه لبعض الوقت ولكنها متعة زائفة يرافقها خواء روحي
لا يملأه سوى حب الله وطاعته .

الباب الثاني = التشاؤم ..
فهو يظهر الحياة أمام المرء بمنظار أسود ويسد في وجهه أبواب الأمل .

* الباب الثالث = اليأس .. وهو *** شرعي للتشاؤم ويترعرع بوجوده ..
وخطره لا يقل سوءا عن أبيه !
فهو يبدأ في السيطرة على المرء حتى يفقده الأمل في كل شيء ..
وقد يصل به حد الكفر والعياذ بالله .

* الباب الرابع = الشهوات .. فاتباعها والجري وراءها ..
يشغل المرء عن هدف أسمى هو عبادة الله عز وجل والتي بدورها
تؤدي إلى سعادته في الدارين .. فتعمي بصره وبصيرته ببريقها الزائف .

* الباب الخامس = طاعة الله ورسوله .. فهي قد لا تحلو للكثيرين ..
والناظر إليها لا يرى فيها ما يغري ..
ولكن حلاوتها وأثرها يتضحان حين يقبل المرء عليها ويبدأ في العمل بها ..
فيجني ثمارها في الدنيا قبل الآخرة .. ومن رحمة الله بعبده أنه
ييسر له سبل الطاعة _ وما أكثرها _ ويفتح له أبوابها ..
فهي بذرة كامنة في نفس كل مسلم..
وما إن يحدث تماس بين نور الطاعة وبين تلك المضغة التي تضمها
ضلوعنا حتى تظهر الطاعة جلية واضحة .

إن طاعة الله ورسوله هي الطريق والباب الأوحد للسعادة ..
ولو اختصر *** آدم الطريق على نفسه بالابتعاد عن باقي الأبواب لكان ذلك أجدى له …
فكلها موصدة وتؤدي إلى الهلاك .

والله المستعان .

ما أجمل الكلمات و العبارات الي قمت بكتابتها يا " جمرة غضا" .. أنا أفتخر كونكِ تنتمين الى دولة الإمارات التي تسعا دائماً لإبراز شخصيات موهوبة ترفع رايتها عالياً أمام العالم أجمع .. "جمرة غضا" كوني ذ***ً للوطن .. و لا تتوقفي عن كتابة مثل هذه العبارات الرائعة و الكلمات المتوازنة الجذابة .. فأسلوبك جميل في الكتابة ..و أتمنى أن أصبح مثلك ..
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط© ط®ظ„ظٹط¬ظٹط© ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

أفرحــي يا دولتي .. فقد أبدع شعبك .. و هذه هي جمرة غضا واحدة من الشعب تسعا لنشر الخير و الحب .. و تملأ بكلماتها عبيراً يزين الجبال برائحته الرائعة

مشكووورة اختي على الموضوع الاكثرمن رائع..
وعلى الكلمات الحلوة
اختج

طفلة الآمال
كلمات ردك هي الأجمل مما كتبت والأروع عزيزتي ..
لقد حملتني مسؤولية أدعو المولى أن يعينني عليها .. وجعلنا الله وإياكم
ممن يكتبون القول النافع .. اللهم آمين .. وجزيت كل خير وبارك الله فيك .

طيب الساس
وجزيت أعالي الجنان عزيزتي … نفعنا الله وإياكم بما نقرأ .

خليجية

ماشاء الله تبارك الله كلمات كالدرر رائعة بحق ,, وأشكر لك هذه المشاركة

الرائعة ونرجو تواصلك معنا …. فنحن بانتظار المزيد من تلك المشاركات الثمينة …

والله صدق عندنا أعضاء قمه في الابداع والكل غافل عنهم
اختي جمرة غضا اسلوبج جدا جدا رائع وان شاء الله نتعلم منج

فعلا في اعضاء يجيدون الكتابه باللغة العربيه الفصحى
بذكر بعض منهم
نبيل و بطل الامارات
جمرة غضا وورق الورد و nwara وصرخة ألم
والكثير الكثير بس هذول اللي اذكرهم الحين

المحب للخير
جزاك الله خيرا على التواصل
وفقنا الله وإياكم لما فيه خير ديننا ودنيانا

كلاسيكي
أشكرك على الكلمات الطيبة … وجزيت كل خير على المرور
خليجية

لا يمكن ان ارد على هذه الخاطره الرائعه ……… و انا فى عجاله من امرى
ساثبت الموضوع لاهميته و تفرده بمفردات تصل الى القلب دون استئذان
ثم اعود للمداخله
اشكرك جمره غضا
مثل هذه المشاركات تمثل التاج الذى يرصع جبين المنتدى

جميره ***ه العم …رفيقه الدرب …

الروعه تجسدت بانسياب اناملك …

والابداع ترقرق مختالا يزهو بالمغزى الراقي

لا حرمنا ربي منك

بوركت

***ه العم

تذكرت

خليجية
خليجية خليجية
خليجية
خليجية
خليجية خليجية

غاليتي جمرة غضا..

ماشاء الله لاقوة الا بالله..

فكرة & تعبير ـــــــــــ> أسلوب قوي في الكتابة يتجاوز أسوار السمع ليستقر في الصدور

الله يجعلنا وياكم من أهل الباب الخامس ..

بانتظار الأروع منكم ومن تأملاتكم..

أختج..فــــــاير

الغالية جمرة غضا خليجيةخليجيةخليجية

موضوع و لا أروعخليجية خليجية خليجية خليجية خليجية

فعلاً لا تتحقق الراحة الا بالقرب من الله تعالى و اتباع شرعه و سنه نبيه الكريم صلى الله عليه و سلم

أشكرج الغالية على الأسلوب الراقي و الموضوع الرائعط®ظ„ظٹط¬ظٹط© ط®ظ„ظٹط¬ظٹط© ط®ظ„ظٹط¬ظٹط© ط®ظ„ظٹط¬ظٹط© ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

يزاج الله خير و بارك الله فيج ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

بارك الرحمن فيك اختي جمرة
يعجز اللسان عن شكرك وثنائك .. فأنا من متابعين مواضيعك المتميزة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.