جاءت أبياته أنينا يقطع القلوب …..
بل إنك لتشعر أنه مع كل بيت كان يطلق زفرة من زفرات روحه….
ومع كل قافية كان يبث تنهدا مريرا ، على ولده الذي حال الموت بينه وبينه…
بكاؤكما يشفي و إن كان لا يجدي= فجودا فقد أودى نظيركما عندي
بنيّ الذي أهدته كفايّ للثـــــــــــرى= فيا عزة المهدى،ويا حسرة المهدي
ألا قاتل الله المنايا و رميـــــــها=من القوم حبات القلوب على عمد
توخى حمام الموت أوسط صبيتي= فلله كيف اختار واســـــطة العقد
على حين شمت الخير من لمحاته= و آنست من أفعاله آية الرشــد
طواه الردى عني ، فأضحى مزاره= بعيداً على قرب،قريباً على بعد
لقد أنجزت فيه المنايا و عيدها،=وأخلفت الآمال ما كان من وعد
لقد قل بين المهد و اللحد لبثـــــه=فلم ينس عهد المهد ،إذ ضم في اللحد
ألح عليه النزف حتى أحـــــاله= إلى صفرة الجاديّ عن حمرة الورد
و ظلّ على الأيدي تساقط نفسه= ويذوي كما يذوي القضيب من الرند
فيا لك من نفس تساقط أنفساً= تساقط در من نظام بلا عقــــــــد
عجبت لقلبي كيف لم ينفطر له= ولو أنه أقسى من الحجر الصلـــــد
بودي أني كنت قد مت قبله= و أن المنايا،دونه ،صمدت صمدي
ولكن ربي شاء غير مشيئتي= وللرب إمضاء المشيئة، لا العبد
و ما سرني أن بعته بثوابه= و لو أنه التخليد في جنة الخلــــد
و لا بعته طوعاً،ولكن غصبتـه= و ليس على ظلم الحوادث من معد
و إني وإن متعت بابنيّ بعده= لذاكره ما حنّت النيب في نجــــد
وأولادنا مثل الجوارح، أيها= فقدناه،كان الفاجع البيّن الفقـــــد
لكل مكان لا يسد اختلالــــــــه= مكان أخيه في جزوع ولا جلــــد
هل العين بعد السمع تكفي مكانه= أم السمع بعد العين،يهدي كما تهدي؟
لعمري لقد حالت بي الحال بعده= فيا ليت شعري كيف حالت به بعدي
ثكلت سروري كله إذ ثكلته= و أصبحت في لذّات عيشي أخا زهد
أريحانة العينين والأنف و الحشا= ألا ليت شعري، هل تغيرت عن عهدي
سأسقيك ماء العين ما أسعدت به=وإن كانت السقيا من العين لا تجدي
أعينيّ جودا لي،فقد جدت للثرى= بأنفس مما تُسألان من الرفـــــد
أقرة عيني،قد أطلت بكاءها= و غادرتها أقذى من الأعين الرمد
أقرة عيني، لو فدى الحي ميّتاً= فديتك بالحوباء أول من يفدي
كأني ما استمتعت منك بضمة= و لا شمة في ملعب لك أو مهد
ألام لما أبدي عليك من الأسى= و إني لأخفي منه أضعاف ما أبدي
محمد، ما شيء توهم سلوة= لقلبي إلاّ زاد قلبي من الوجدي
أريحانة العينين والأنف و الحشا= ألا ليت شعري، هل تغيرت عن عهدي
أرى أخويك الباقيين كليهما= يكونان للأحزان أورى من الزند
إذا لعبا في ملعب لك لذّعا= فؤادي بمثل النار عن غير ما قصد
فما فيهما لي سلوة،بل حزازة= يهيجانها دوني، وأشقى بها وحدي
وأنت،وإن أفردت في دار وحشة= فإني بدار الأنس في وحشة الفرد
أود إذا ما الموت أوفد معشراً= إلى عسكر الأموات ، أني من الوفد
ومن كان يستهدي حبيباً هدية=فطيف خيال منك في النوم أستهدي
عليك سلام الله مني تحيـــــّة= ومن كل غيث صادق البرق و الرعد
عسى ما شر …شو مناسبة القصيدة الحزينة ؟؟
العيال نعمة من الله لكن شو يقول اللي انحرم منهم ؟؟
ـ هو أبو الحسن علي بن العباس بن جريج، المعروف بابن الرومي، ولد ببغداد سنة 221هـ ونشأ بها، حيث تلقى دروسه على يدي محمد بن حبيب. نظم الشعر في فترة مبكرة من حياته. كان حاد المزاج متطيراً واسع الثقافة وكان أشعر أهل زمانه بعد البحتري وأكثرهم شعراً وأحسنهم أوصافاً وأبلغهم هجاء وأوسعهم افتناناً في سائر أجناس الشعر وضروب قوافيه، يركب منه ما يصعب على غيره، ويلزم نفسه ما لا يلزمه. وشفف بالتوليد في معانيه فطالت قصائده وجاءت ـ لتأثره بالمنطق ـ مترابطة ذات وحدة موضوعية، وإن مالت إلى النثرية لولا براعته في التصوير واعتماده على التشخيص والحركة والتلوين وعنايته بموسيقاه وقوافيه التي جاء ببعضها من حروف مهجورة، فمهد للمعري في لزومياته. وقد برع في الهجاء، وعمد فيه إلى التصوير الساخر.
ـ قال المرزباني: ((لا أعلم أنه مدح أحداً من رئيس أو مرؤوس إلا وعاد إليه فهجاه ولذلك قلت فائدته من قول الشعر وتحاماه الرؤساء))، وقال ابن خلكان في وصفه: ((الشاعر المشهور صاحب النظم العجيب والتوليد الغريب، يغوص على المعاني النادرة فيستخرجها من مكانها ويبرزها في أحسن صورة ولا يترك المعنى حتى يستوفيه إلى آخره ولا يبقي فيه بقية)).
ـ وقد امتاز في وصف الطبيعة والرثاء، وذكر الوطن في شعره مما جعله يتفوق على كل من قال شعراً في الوطن، ومن أشهر أبياته في ذلك:
ولي وطن آليت ألا أبيعه
وألا أرى غيري له الدهر مالكا
ـ ويرجع الدارسون ظاهرة التشاؤم السائدة في شعره إلى طبيعة مزاجه وفقدان أولاده وزوجه وكرهه للناس. وقد توفي عام 283 هجرية (896م) ويقال إن وزير المعتضد القاسم بن عبيد الله كان يخاف من هجائه فدس له طعاماً مسموماً فمات.
ـ له ديوان شعر مطبوع في ستة مجلدات حققه الدكتور حسين نصار وطبعه مركز تحقيق التراث بالهيئة المصرية العامة للكتاب.
بارك الله فيك اخووووووي
والقصيده صدق تعور القلب
ومشكووور اخوووي وما قصرت
ونتريا كل يديدك

الله يسلمك ياشموخ ……
ومشكورة على السؤال …..
مناسبة القصيدة " ما نشوفه على القنوات من مذابح في لبنان الشقيق
وحين قرأت هذه القصيدة المعبرة فعلاً عن فقد الولد … أدركت حجم معاناة أخواننا هناك
نسأل الله لنا ولهم الأمن والأستقرار …وأن يجنب المنطقة من كارثة بدأت تلوح في الأفق ..
تحياتي
العيال نعمة من الله لكن شو يقول اللي انحرم منهم ؟؟
يقول : الحمد لله رب العالمين