الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :-
أخبار يوم السبت 10/8/1422هـ 27/10/2001م
خبر وتعليق
v أذاع صوت أمريكا خبراً عن وزارة الخارجية الأمريكية جاء فيه بأن حركة طالبان تخرق قوانين الحرب المعمول بها عالميا وذلك لأنها توقف دباباتها ومدرعاتها بجانب المساجد وداخل المناطق السكانية حتى تضمن عدم ضربها ، وهي بذلك تعرض حياة المدنيين الأفغان للخطر .
كما نقلت الإذاعة ذاتها عن نفس المصدر بأن حركة طالبان تسمم الأغذية التي تلقيها الطائرات قبل توزيعها على مواطنيها ، وذلك لاتهام التحالف بإسقاط أغذية سامة ، وهي بذلك ترتكب جريمة بشعة في حق شعبها وحق والإنسانية .
تناقضات وجرائم أمريكا
v نقول لقد تفردت أمريكا بقلب الحقائق وقلب المسميات أيضاً ، فجرائم أمريكا وتناقضاتها أشهر من أن توصف ، ويكفي أمريكا شهادة مجرم العصر ( شارون ) حينما سجل شهادته التي تعتز بها أمريكا وقال قبل أربعة أيام " ماذا تريد منا أمريكا أليست تقتل المدنيين في أفغانستان ، لماذا تلح على انسح***ا " فإذا كان ذلك المجرم شهد لأمريكا بأنها تقتل المدنيين ، فأين أصحاب الفضيلة لم ينبسوا ببنت شفه ويشجبوا ويستنكروا على أمريكا باسمها ، ويكونوا شجعاناً مثل شارون ؟
إن الجرائم التي ترترتكبها أمريكا في أفغانستان لا تحتاج إلى مبرر من قبل أمريكا وهي لن تسأل من أحد لماذا فعلتي كذا وكذا ؟ ، فبإمكانها تدمير المساجد على المصلين وقصف المستشفيات على المرضى وتدمير المدارس وبيوت الناس على رؤوسوهم وبإمكانها استهداف الحافلات والسيارات ، حتى أنه بإمكانها تدمير مراكز الصليب الأحمر والأمم المتحدة ، فبإمكانها تدمير تلك الأهداف جميعها من دون الحاجة إلى مبرر ، ومن دون الحاجة إلى اتهام الإمارة الإسلامية بإيقاف دباباتها بجانب المساجد منتهكة بذلك قوانين الحرب . وأي قونين حربية تراعيها أمريكا ؟ ، لقد قصفت المدنيين منذ اليوم الأول حتى جنود التحالف لم يسلموا من قصفها ، وبالأمس سقطت قذائفها على قرية في مناطق التحالف الشمالي وقتلت عدداً من المدنيين ، أمريكا تستهدف كل شيء المهم أن تقتل وتشبع غريزتها الانتقامية والوحشية ، أي قوانين حرب تراعيها أمريكا وهي التي قتلت في العراق أكثر من مليون ونصف بحجة أنها ستسقط صدام ولا زال الطاغية يتربع على عرشه ويزداد قوة بعد قوة .
إن مسمى القوانين الحربية المعمول بها في العالم ما هي إلا أداة أمريكية تلجم بها غيرها لتقوده حيث تشاء ، أما هي فلا تحتاج إلى قوانين حربية ، فلها الحرية المطلقة في قصف من تشاء متى تشاء و أين تشاء ، فلها الحرية أن تستخدم القذائف العنقودية وقذائف التفريغ الحراري والقذائف الانشطارية وقذائف النابالم في قصفها لأفغانستان ، وهذه الأسلحة سمعنا من قبل أنها محرمة دوليا ، إلا أن أمريكا ليست معنية بذلك التحريم ، ولها الحرية أيضاً أن تقنن اغتيال الأفراد وخطفهم ، ولها الحرية أيضاً بتجميد أموال من لا ترضى عنه ومن ثم سرقة أمواله بعد تجميدها ، لا يوجد هناك قوانين تضبط بشاعة أمريكا وحبها للحرب والتدمير والانتقام ، أمريكا تعلن عن محافظتها لحقوق الإنسان وتحارب بعض الدول وتحاصرها من أجل حقوق الإنسان ، إلا أن منظمات حقوق الإنسان أجمعت على طردها من منظمة حقوق الإنسان لخرقها قوانين حقوق الإنسان ، أمريكا تحاصر بعض الدول وتفرض عليها العقوبات لأنها لا تسمح بحرية الإعلام وتمنع الرأي الآخر ، وهي تصدر قوانين حربية بمنع أي رأي يأتي بوجهة نظر الإرهاب .
إن تناقضات أمريكا وقلبها للحقائق لا تنتهي أبداً ، ناهيك عن كذبها ووصفها للأشياء بغير أسمائها . لقد صرح وزير الدفاع الأمريكي بأن طائرة عمودية حصل لها خلل فني في الهبوط وارتطمت بالأرض في قاعدة با**تانية وقتل اثنان فيها وجرح آخرون ، ثم خرج بوش يعزي ضحايا الطائرة ويعد بالانتقام لهم !! ، فإذا كان موتهم بسبب خطأ فني فممن سينتقم الرئيس ؟.
صرح وزير الدفاع الأمريكي بعدما عرضت الإمارة الإسلامية في تقرير مصور حطام الطائرة الأمريكية التي تم إسقاطها في قندهار ، فقال الوزير إن هذه الطائرة روسية وعائدة إلى أواسط الثمانينات ، وعندما عرض في التقرير ما يفيد بأنها أمريكية وحديثة الصنع ورقم الصنع ، عاد الوزير وصرح بأن طائرة أمريكية فقدت إطاراتها في وقت سابق في منطقة قندهار !! وقد صدقنا فقدانها للإطارات ، فكيف نصدق فقدانها لبعض أجزائها التي لا تطير إلا بها ؟ .
صرح وزير الخارجية الأمريكي بأن الحرب ستحسمها أمريكا قبل الشتاء وخلال شهر واحد ، فخرج رئيس هيئة الأركان الأمريكي ونقض كلام وزير الخارجية وقال بأن الحرب ستستمر إلى ما بعد الشتاء ، وخرج وزير الدفاع البريطاني وقال بأن الحرب ستستمر لسنتين ، فمن نصدق ؟ وهل هذا يدل على وجود خطة للحرب أصلاً ؟ .
صرح وزير الدفاع الأمريكي وأيضاً وزير خارجية التحالف الشمالي عبد الله عبد الله بعد العدوان الهمجي على أفغانستان بيومين بأن مزار شريف ستسقط غداً وكابل ستسقط خلال أسبوع ، وبعد أسبوع تقدمت قوات الإمارة الإسلامية وحررت ولاية غور كاملة ، وصرح بعدها وزير الدفاع بأن طالبان أشداء ويعرفون الحرب جيداً .
رفض وزير الدفاع بأن يعترف بقتل المدنيين في قرى جلال آباد ، وعندما عرضت الصور ودخل بعض الصحفيين من الغربيين وصوروا الضحايا ، قال ربما تكون قذيفة أو قذيفتان قد ضلت طريقهما وأصابت القرى .
صرح وزير الدفاع الأمريكي بأن القوات الأمريكية ستقبض على أسامه بن لادن أو تقتله قريباً ، ثم خرج بعد ذلك بيوم وقال إنها زلة لسان والعثور عليه أمر بالغ الصعوبة .
والمتتبع لتضارب تصريحات أولئك الصليبيين يجد بأنها أكثر من أن تحصر وما ذكرنا هنا إلا للتمثيل فقط لا للحصر ، وكل يوم ولهم تناقضات جديدة تصيب المتابع بالغثيان .
وما نريد أن نسأل عنه فقط هو أين الإعلام العالمي الذي يزعم بأنه حر ، وأين المحللون الحذّق ، ليسلطوا الضوء على تخبط التحالف الصليبي والتناقضات الفجة في خططهم وتصريحاتهم ، لقد سمعنا التحليلات الخيالية لكلمة الشيخ أسامة يوم الضربات ، بل سمعنا أحد المحللين وهو يقول إني أشم رائحة الأفيون من تلك التصريحات ، وقال بعضهم إنه يتاجر بقضايا الأمة ، والآخر يقول إنه لا يدري ما يقول فهو متناقض ، ونحن نقول أين تحليلاتكم لضرب المدنيين ؟ وأين تحليلاتكم للكذب الواضح ولقلب الحقائق ؟ وأين تحليلاتكم لنقض المسؤولين تصريحات بعضهم بعضاً ؟ وأين تحليلاتكم عندما استخدمت الأسلحة المحرمة دوليا ؟ أين أنتم يا من تزعمون حرية الكلمة وحرية الرأي ؟ أم أن حرية الكلمة والرأي فقط إذا كانت ضد الإسلام فهي مطلقة ، وإذا كانت ضد أمريكا فهي محرمة !! ، لقد ربتكم أمريكا وعلمتكم كيف يكون الإعلام حراً ونزيهاً ، وكيف تكون الكلمة صادقة ولا تخضع إلا للحق !! .
نسأل الله سبحانه وتعالى أن ينصر جنده ويعلي كلمته ، ويخذل أعداءه ويعجل بهزيمتهم هم وأعوانهم ، وأن يسلط عليهم من يستبيح بيضتهم ، ويم** ملكهم ويجعل بأسهم بينهم شديد .
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
مركز الدراسات والبحوث الإسلامية
==================================
نقل من الساحة العربية